حكاية قديمة عن الخرخاشات - عن متلازمة الأنقياد في مجتمعاتنا :
كان لرجل متديّن جار يتهمه الناس بالكفر لأعتكافه عنهم , وتحاشيه الأختلاط بالعوام , رغم يقين القريبين منه بأنه كثير الألتزام قويم الأخلاق , فقال المتديّن لأثنين من أصحابه :
دعونا نمر على هذا الرجل ونكلمه عسى الله ان يهديه من الضلال ليواضب على الذهاب لبيوت الله مثل باقي خلق الله.
فأتوه وكلمّوه فرحّب بهم وأصغى فلما أكملوا , طلب منهم أن يرافقوه الى المسجد
وحين وصلوا طلب الرجل من الثلاثة أن يراقبوه , وبدأ بالقراءة وأجتمع حوله الناس , فقرأ حتى بكوا , ثم وعظ فأحسن فأبتسموا
ثم أسترسل متناولاً شخصية (الحجّاج) فقال :
أحرق المصاحف وهدّم الكعبة , وقتل الأشراف وفعل مافعل فألعنوه لعنه الله
فلعنه الناس رافعين الأصوات (اللعنة على الحجّاج) رددوها مرّات ومرّات , ثم قال :
ياقوم , ومالنا والحجّاج , فهو يتحمل وزر ذنبه , عسى الله أن يغفر له ولنا جميعاً , فكلنا مذنبون , ورغم ظلمه كان غيوراً عفيفاً زاهداً بالمال و علينا أن نترحم عليه , إنّ الله يحب الراحمين
ثم رفع يداه ودعا له بالمغفرة , ورفع القوم أيديهم وأرتفعت الأصوات بالأستغفار (غفر الله للحجاج , رحم الله الحجّاج) رددوها أيضاً بعدد مارددوا قبلها من لعنات
فلما فرغ وأنصرف الى رفاقه الثلاثة ضرب بكفّه على كتف جاره كمن كسب رهان , وقال :
هل رأيت مثل هؤلاء, لعنوه وأستغفروا له في ساعة واحدة , وأنت تدعوني لأكون من العوام ...
أنتهت الحكاية لنقول أن في سردنا لها لانؤلب فقط على وعّاظ السلاطين , بعد أن فاقهم في الخطورة ما يسمى بـ (الأعلام) اللاعن والمادح والمفبرك , فالأثنان الآن موصومان مسؤولان عن التداعي والخذلان
جعلوا الناس محتارين , مرهقين , منشغلين مابين الأستغفار واللعان لينسوا الحقائق والوقائع وحتى الأحلام , ليس اليوم بل من قديم الزمان
لكننا نوردها لنعتب على أمة (كانت تسرح بالقنافذ) و(صارت القنافذ تسرح بها) في جدلية لامجدية تهدر الزمن بالتيه و الهذيان , لانستثني منها سوى أولي الألباب القلّة ,والى ساعة أستيقاظ للعقول نسترعيكم أحبتي الأنتباه وألتقيكم مرة أخرى .
محسن لفته الجنابي - كاتب عراقي مستقل
صورة من قرى العبيد الحقيقيين والذين تحرروا بالتدريج على مر السنين
كان لرجل متديّن جار يتهمه الناس بالكفر لأعتكافه عنهم , وتحاشيه الأختلاط بالعوام , رغم يقين القريبين منه بأنه كثير الألتزام قويم الأخلاق , فقال المتديّن لأثنين من أصحابه :
دعونا نمر على هذا الرجل ونكلمه عسى الله ان يهديه من الضلال ليواضب على الذهاب لبيوت الله مثل باقي خلق الله.
فأتوه وكلمّوه فرحّب بهم وأصغى فلما أكملوا , طلب منهم أن يرافقوه الى المسجد
وحين وصلوا طلب الرجل من الثلاثة أن يراقبوه , وبدأ بالقراءة وأجتمع حوله الناس , فقرأ حتى بكوا , ثم وعظ فأحسن فأبتسموا
ثم أسترسل متناولاً شخصية (الحجّاج) فقال :
أحرق المصاحف وهدّم الكعبة , وقتل الأشراف وفعل مافعل فألعنوه لعنه الله
فلعنه الناس رافعين الأصوات (اللعنة على الحجّاج) رددوها مرّات ومرّات , ثم قال :
ياقوم , ومالنا والحجّاج , فهو يتحمل وزر ذنبه , عسى الله أن يغفر له ولنا جميعاً , فكلنا مذنبون , ورغم ظلمه كان غيوراً عفيفاً زاهداً بالمال و علينا أن نترحم عليه , إنّ الله يحب الراحمين
ثم رفع يداه ودعا له بالمغفرة , ورفع القوم أيديهم وأرتفعت الأصوات بالأستغفار (غفر الله للحجاج , رحم الله الحجّاج) رددوها أيضاً بعدد مارددوا قبلها من لعنات
فلما فرغ وأنصرف الى رفاقه الثلاثة ضرب بكفّه على كتف جاره كمن كسب رهان , وقال :
هل رأيت مثل هؤلاء, لعنوه وأستغفروا له في ساعة واحدة , وأنت تدعوني لأكون من العوام ...
أنتهت الحكاية لنقول أن في سردنا لها لانؤلب فقط على وعّاظ السلاطين , بعد أن فاقهم في الخطورة ما يسمى بـ (الأعلام) اللاعن والمادح والمفبرك , فالأثنان الآن موصومان مسؤولان عن التداعي والخذلان
جعلوا الناس محتارين , مرهقين , منشغلين مابين الأستغفار واللعان لينسوا الحقائق والوقائع وحتى الأحلام , ليس اليوم بل من قديم الزمان
لكننا نوردها لنعتب على أمة (كانت تسرح بالقنافذ) و(صارت القنافذ تسرح بها) في جدلية لامجدية تهدر الزمن بالتيه و الهذيان , لانستثني منها سوى أولي الألباب القلّة ,والى ساعة أستيقاظ للعقول نسترعيكم أحبتي الأنتباه وألتقيكم مرة أخرى .
محسن لفته الجنابي - كاتب عراقي مستقل
صورة من قرى العبيد الحقيقيين والذين تحرروا بالتدريج على مر السنين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق