وردتني بعدها رسالة من شخص أمريكي لا أعرفه يقول مامعناه بالعربي :
أنت مخطيء , تلك القاعدة تقع في خان البغدادي 110 كم غرب الرمادي خط العرض كذا وخط الطول كذا , صحح مقالك يا (ماي فريند) .
كنت متيقناً أنه يعرف كل شيء , أسم المختار والولادات والوفيات وحتى أسماء الهاربين من الجيش , يبدو أن قبائل (اليانكي) أدرى منّا بشعابنا ويرصدون النملة في وادي حوران حين تتجشأ بخار الشعير , نقلني المشهد الى الصقر المتقاعد (بوش) ورسالته لنا أثناء وداع التسريح الأخير :
من الصقر المتقاعد الى ملك اللحظة , أبطش تسلم وإن أنكرت عليك أثم المارقين , سر على خطاي لتكسب رضاي , أملأ الحقائب بفئات صغيرة من القناطير , تمنطق بقلمك الأحمر وأملئه بأي دماء والتسليم في عين الأسد حيث جلس كالينيكوس ذاك الذي أغترف من الفرات الحكمة , فأتينا للثأر والنقمة نغترف ضديدها لنمحوها للأبد عن بعد , نحن نستقتل كي لا تشرق الشمس سيلتف حولك الدبّاقون معهم الخصوم , ففي بلاد مثل بلادك يبقون وحدهم سادة الأمور , سنضمن حينها بقائك الى مايشاء بوش الحادي والعشرون , ومع تلك القريضة الغير قابلة للنقض ليس أمامنا الا العودة الى تراثنا الغزير نستأنس بحكاية العاهرة زوجة الشيخ :
كان هناك شيخ أبتلي كما يبتلى الكثير بزوجة لعوب ,جعلته ضحية للتغرير رغم حرصه على عدم السماح لها بالخروج , فقد أدمنت العشق المحرّم ولايكفيها الأكتفاء بزوج , كانت تستخدم الشباك من أجل أقتناص الفرصة في الحديث مع العشيق , وبما أن الخائن يستغرق في خياناته كلما مر من أفعاله دون حسيب , كان تتحين الفرص للتمادي في أنتهاك حرمة البيت , ففي يوم من الأيام واتتها فكرة أستثمرتها لتخبر صاحبها بأن من عادة الشيخ أن يدعو أول شخص يصافحه بعد صلاة الجمعة الى بيته ليشاركه الغداء , وعليه الأسراع الى المكان حيث يصلّي زوجها المخدوع ليصافحه بأسرع وقت , تهللت أسارير العشيق وهو يحث الخطى ليفوز بالولوج , الى عمق البيت , وحين وصل موضع الصلاة كان قد تأخر فالشيخ برفقة شخص آخر يبدو أنه سبقه بفارق ضئيل , فأكتفى الأخير بالتفرّج ثم الأنصراف دون أن يقوى على شيء , توجه الفائز بالمصافحة مع الشيخ نحو دار الأخير وحين وصلا خاب أمل الزوجة اللعوب , فالشخص القادم ليس هو المطلوب , كانت ترصدهم من خلف ستار , أمر الشيخ بأقامة الوليمة , وذبح ديكاً كبيراً , دخلت الزوجة على الرجل لتنفرد به بعد ذهاب زوجها لقضاء حاجة وأسرّته بخبث : أن الشيخ دعاك الى هنا ليمارس معك الفاحشة فهو والعياذ بألله شاذ يهوى الغلمان والمجون , وليس أمامك الا الهروب , بأمكانك أن تأخذ الديك , و أعطته أياه ليولّى مسرعاً وهو يمطرها بعبارات الشكر, وحين عاد الشيخ أفتقد ضيفه فأخبرته زوجته بأن الرجل هرب بعد أن سرق الديك , كان الشيخ على فطرته , أكثر مايحب في الديك رأسه , هو عنده الجزء اللذيذ , أنتفض ليلحقه عسى أن يحظى بما يريد , كان يصرخ بحرقة :
فقط الرأس ... الرأس فقط ولاغيره وهو لن يؤثر عليك ..
كان الرجل يسرع أكثر كلما زاد الشيخ من الرجاء والنحيب , فعهر الزوجة جعل الأثنين منذهلين يشعران بالتيه , فلا يحتار سوى المخدوعين ودمتم سالمين.
محسن لفته الجنابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق