منطقة الباب الشرقي كانت مركز
بغداد التجاري والترفيهي و لفترة طويلة , شأنها شأن مراكز المدن الكبيرة
فيها شوارع خلفية تحولت مع الزمن الى ملجأ للمشردين والصعاليك ممن فشلوا
في حياتهم حتى غرقوا في الأدمان والأجرام واليأس يحاولون البقاء على قيد
الحياة في أدنى مراتبها بتحصيل أي مبلغ يشترون به زوادتهم (لفّة فلافل
وأستكان شاي وباكيت سكائر وأهمها بطل عرق زحلاوي أو العربانتين , لا بيت
ولا سبيت) ينامون في حديقة الأمة و جيوبهم خالية حتى من الفلس و تتطلب
مصلحتهم أن يساعدوا بعضهم في الأرتزاق والكسب ولكل شيء ثمن أبتداءا" من
سيكاره و أنتهاءا" بعلج أبو السهم
وهكذا تحولت الباب الشرقي الى سوق للحرامية و ساحة لممارسة مهنة الأحتيال والسرقة و النصب , يسميها العراقيين (التقفيص )
أتذكر مجموعة منهم كانوا يبيعون الملابس , يعرضون الثمين للزبون بسعر زهيد يغري المشتري و يفرح بفوزه بالبضاعة ( يضعونها في علاكّه سوداء) ولايعلم العبد لله أنهم أستبدلوها على غفلة منه بمجموعة من الخرق التي لا تنفع لتنظيف الأحذية والمسح , وي الغالب يفضّل الضحايا الصمت كي لا تهتز صورتهم أمام الناس
كذلك جرت في نفس المكان قصة الرجل الذي عاد الى زوجته فرحا" حاملا" تلفزيون ملّون (كان سعره 350 ألف ويعادل راتب موظف لمدة خمسة آلاف شهر في بداية التسعينات ) فرغم شطارته وفحصه للجهاز أصيب بخيبة و أحراج أمام عائلته فالتلفاز لم يعمل و أخذه لأقرب مصلّح , وكانت الطامة الكبرى حين وجدوا بداخله ( بلوكه من الحجم الكبير ) ..
أغرب مافي الباب الشرقي حكاية الساعات , فهي جدليّة تعيد نفسها بتوافقية يومية , يأتي أحد (القفّاصه ومعه زملائه من المتخفّين ) ويخلع ساعته ويبدأ بالمناداة ليتجمع المارّة وينطلق المزاد بصوت صاحب الساعه المباعه :
منو أبو العشرة ؟
منو أبو العشرين ؟
يصيح واحد من أصدقائه المتواطئين : خمسين
يطفر واحد كمش : تسعين
وتبدأ طقوس أضفاء الشرعية المستمدة من المزادات الغربية :
على أونه .. على دوا .. على سي ...
وآخر شي يصيح : نصيبك شايف الخير ..
ويفرح المشتري كما فرح قبله صاحبنا أبو التلفزيون ليصدم حين يكتشف أن الساعه راسكوب (مكينتها تقليد مال جهال وماتسوى فلس )
ويرجع يتوّسل بصاحب المزاد كي يرجعها , يغضب و يصيح و (يتهنتر) , وفي النهاية يقبل أعادتها مقابل عشرة دنانير !!
ليعود لفتح مزاد جديد بنفس الساعة الوفيّة التي لاتفارق صاحبها وتعود مع مبلغ يومي جديد
تلك هي قصّة الراسكوب , التي أنتشرت في كثير من المناطق مع تغير البضاعة الآن ولكن بالأحتفاظ بنفس الأسلوب
في أحد المناطق الآن يبيع أحد كبار القفّاصه ساعات (راسكوب ) بسعر 300 ألف دينار فكم سيكسب ياترى بعد أن تصدم الناس و تفاجيء بها وتعاد .. سيكون مصيرهم الشماعيّة أو التويثة بسلمان باك
ومسيت العافيّة على الشركه الأفريقية .. كانت أجهزتها أصلية و التلفزيونات صحيح غاليه لكن تبقى عمر طويل ومابيها تقفيص .
وهكذا تحولت الباب الشرقي الى سوق للحرامية و ساحة لممارسة مهنة الأحتيال والسرقة و النصب , يسميها العراقيين (التقفيص )
أتذكر مجموعة منهم كانوا يبيعون الملابس , يعرضون الثمين للزبون بسعر زهيد يغري المشتري و يفرح بفوزه بالبضاعة ( يضعونها في علاكّه سوداء) ولايعلم العبد لله أنهم أستبدلوها على غفلة منه بمجموعة من الخرق التي لا تنفع لتنظيف الأحذية والمسح , وي الغالب يفضّل الضحايا الصمت كي لا تهتز صورتهم أمام الناس
كذلك جرت في نفس المكان قصة الرجل الذي عاد الى زوجته فرحا" حاملا" تلفزيون ملّون (كان سعره 350 ألف ويعادل راتب موظف لمدة خمسة آلاف شهر في بداية التسعينات ) فرغم شطارته وفحصه للجهاز أصيب بخيبة و أحراج أمام عائلته فالتلفاز لم يعمل و أخذه لأقرب مصلّح , وكانت الطامة الكبرى حين وجدوا بداخله ( بلوكه من الحجم الكبير ) ..
أغرب مافي الباب الشرقي حكاية الساعات , فهي جدليّة تعيد نفسها بتوافقية يومية , يأتي أحد (القفّاصه ومعه زملائه من المتخفّين ) ويخلع ساعته ويبدأ بالمناداة ليتجمع المارّة وينطلق المزاد بصوت صاحب الساعه المباعه :
منو أبو العشرة ؟
منو أبو العشرين ؟
يصيح واحد من أصدقائه المتواطئين : خمسين
يطفر واحد كمش : تسعين
وتبدأ طقوس أضفاء الشرعية المستمدة من المزادات الغربية :
على أونه .. على دوا .. على سي ...
وآخر شي يصيح : نصيبك شايف الخير ..
ويفرح المشتري كما فرح قبله صاحبنا أبو التلفزيون ليصدم حين يكتشف أن الساعه راسكوب (مكينتها تقليد مال جهال وماتسوى فلس )
ويرجع يتوّسل بصاحب المزاد كي يرجعها , يغضب و يصيح و (يتهنتر) , وفي النهاية يقبل أعادتها مقابل عشرة دنانير !!
ليعود لفتح مزاد جديد بنفس الساعة الوفيّة التي لاتفارق صاحبها وتعود مع مبلغ يومي جديد
تلك هي قصّة الراسكوب , التي أنتشرت في كثير من المناطق مع تغير البضاعة الآن ولكن بالأحتفاظ بنفس الأسلوب
في أحد المناطق الآن يبيع أحد كبار القفّاصه ساعات (راسكوب ) بسعر 300 ألف دينار فكم سيكسب ياترى بعد أن تصدم الناس و تفاجيء بها وتعاد .. سيكون مصيرهم الشماعيّة أو التويثة بسلمان باك
ومسيت العافيّة على الشركه الأفريقية .. كانت أجهزتها أصلية و التلفزيونات صحيح غاليه لكن تبقى عمر طويل ومابيها تقفيص .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق