كل من يؤجج للصراعات نراه بصورتين , أما فقير لدرجة الرثاء أو غني لايشبع من الأوراق الخضراء , الأثنان ناقمان على الحياة , تلك حقائق تبرهن نفسها يؤكدها واقعنا بعد ثورة الأنفتاح وأفتضاح كل الأنباء .
النوع الثاني أسير الأنا يتوهم نفسه مغبونا" أستولى غيره على منابع المال فبات يسعى بكل السبل لأثارة النوع الأول يجندهم لحسابه ليحيل الأرض جمرا" و دماء
أولي الأمر طول الوقت متجردين من المباديء دون عدلٍ أو أحترام ففي كل حركاتهم (أقوال أو أفعال ) يهينون الأنسان
في الجمهورية السابقة كان الأمر للرفيق الأستاذ و الآن بيد الحاج سيّد مولاي
بالأمس القريب حين أشتعل العراق في العام 2006 أتى بوش متأبطا" حقائب السامسونايت المائة و الثمانين ليحط بطائرته في قاعدة البغدادي ويبعث أتباعه ليجلب الوجهاء , هدأت الأمور و تشكلت الصحوات و الأسناد .. ملعون بوش فهو يعرف كيف يداعب أهتمامات أهل العراق
وبالأمس قبل أمس وافقت الحكومة على منح رواتب لحرس الأقليم (البيشمركه) في كردستان مع فروقات لايعلمها الا الله , جعلنا الله وأياكم من غير الحاسدين , هدأت الأمور وحضر الوزراء , وكأن شيئا" لم يكن , والعاقبة لأهل الوسط والجنوب ومعهم أهل الموصل والأنبار
حقيقة واضحة أن معظم من يقوم بأعمال العنف هم شباب في مقتبل العمر يائسين بائسين يبحثون عن سبوبة بعد أن جافتهم الحياة , ورحلتهم مستمرة سواء في داخل الوطن أو خارجه في البحث عن أنفسهم ومن يشك في ذلك عليه أن يراجع نوعية القتلى أو من يسمونهم شهداء خلال كل الفترة ومعها من أتى مؤخرا" من سوريا محمولين على آلة حدباء .
لو حصلوا على حياة كريمة لما قتلوا أو سجنوا أو أعدموا , فالخير يخيّر يجعلهم يبنون بيوتا" وينشئون عوائل ويكون لهم أبناءا" يخافون عليهم من نسمة الهواء .
هل من عاقل يؤسس لثقافة العدل , يمنح الحقوق بما ذكر في الدستور ليرى الجميع الحياة الكريمة , ينتشل التائهين , دون تهديد أو وعيد أو عنف ينصف الناس ويحمينا من الناقمين , سنكن له الأحترام و نعطيه عهدا" بأن يبقى قبره خالدا" دون أن يدنسه أحفاد الفقراء
فمشاكل العراق أقتصادية ليست سياسية ولاحتى فكرية , فالثقافة حاجة بشرية تأتي كنتيجة لحياة الرفاهية , كذلك النضج السياسي , وردم الفتن و نبذ أسباب الصراعات , جميعها تأتي تباعا" ولكم في تجارب الشعوب عبرة و من ينكرها عليه أن يعود الى نظريتنا الموسومة ( لحيّة الطمّاع ) والتي يعرفها كل أهل العراق , وأودعناكم أخوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق