يقولون ( اذا أبتليتم أستتروا ) ومع عدم ترجيحي لهذا المثل رغم قول البعض أن أصله حديثا" ضعيفا" فهو علاجا" مؤقتا" ينجح في عدم أشاعة الفواحش لحقبة زمنية سرعان ماتفوح بالموبقات صغائرا" كانت أم كبائر كوني أراه متناقضا" مع عصر النور و يغطي على المفاسد دون أن يفضحها ليبرزها الى الساحه , فلا أصلاح دون الأعتراف بالمشكلة فرفعت شعاري ( أنعل أبو السر لا بو اليضمّه ) ليكون سلاحي في الفضح ضمن حدودا" أخلاقية و بعد أهوال المعاصر من الكبائر فلا زلنا نخوض في فساد يومي جعل الشرف شذوذا" والكبائر واقعا" يسير في مواكب مهيبة و يظهر في وسائل الأعلام ويعتلي المنابر
كان الحكيم (حليم ) شيخا" جليلا" من أصل طيّب حافل بالمآثر يملك من سدادة الرأي الكثير ليفرض أحترامه حتى بات حكمه ملزما" لأتفاق القوم على رجاحته دوما" رغم الغزوات والثارات و الضغائن و خلافات ما أنزل الله بها من سلطان تجذّرت في نفوس (العربان) و تربعت لتكون جزءا" من تكوين الأعاجم
أكتشف في لحظة خيانة أمرأته مع أمين سرّه ورئيس جنده في صولات شبه يومية تنال جزئه المرهف الأغلى الا وهو شرفه , لم يستغرب فقد راودته الهواجس شتى في أوقات سابقة لجمال أمرأته وطمع الكثيرين بها يبغون القرب منها , وكعادته فقد أمتثل لنور عقله ,
فما كان منه الا أن يطلّقها ليسعى بنفسه في تزويجها من عشيقها بعد أكتمال عدّتها بهدوء و روّية آخذا" بعين الأعتبار مصلحته و عشيرته و كل الدويلات المجاورة كي يحفظ ماء وجهه و يحافظ على أرثه لتزداد مكانته ليكسب مجدا" كبيرا" فوق مجده
أنتقل غرمائه للعيش في بلاد بعيدة وبقي متربعا" على قمة النبل و البهاء والعفّة
وهكذا أنتهت القصة التي أضعها دوما" نصب عيني كخارطة طريق في حل مشاكل كثيرة يمكن أن تواجهني وغيري ممن يعرضونها علي وما أكثرها في حياتنا المخيفة ..
أكتب ذلك وأنا أستعرض مايحصل لنا , شرفنا هو شعبنا , فقرائنا , أطفالنا ونسائنا , وكل أهلنا , جميعهم منتهكون , من قبل الأرهاب و الفساد و تبعاته في الفقر والخراب و ثراء البعض على حساب الغالبية دون أدنى حساب , فهم يتسترون بالدين و بديمقراطية لم نر منها الا الأسم ...
الا يوجد عندنا ( حليم ) أو حكيم بحدّه الأدنى لينتشلنا من واقعنا الذي شاعت فيه الفواحش وأصبح الفساد مستشريا" كشربة ماء تتكرر أحال بلادنا الى جذوع نخل خاوية و فقرائنا الى هياكل حافية فأصبحوا للحالمين كابوس وهاجس يدنس أنسانيتنا وللحريصين مرضا" مزمنا" , وما أشبه قصة حليم بمايجري عندنا عدا فرقٌ واحد مختلف وهو أن لاوجود لحد الآن ل (حليم ) عندنا ....
أنتهى - محسن لفته الجنابي
19-9-2012
المقال على موقع الحوار المتمدن شرفونا بزيارتكم
كان الحكيم (حليم ) شيخا" جليلا" من أصل طيّب حافل بالمآثر يملك من سدادة الرأي الكثير ليفرض أحترامه حتى بات حكمه ملزما" لأتفاق القوم على رجاحته دوما" رغم الغزوات والثارات و الضغائن و خلافات ما أنزل الله بها من سلطان تجذّرت في نفوس (العربان) و تربعت لتكون جزءا" من تكوين الأعاجم
أكتشف في لحظة خيانة أمرأته مع أمين سرّه ورئيس جنده في صولات شبه يومية تنال جزئه المرهف الأغلى الا وهو شرفه , لم يستغرب فقد راودته الهواجس شتى في أوقات سابقة لجمال أمرأته وطمع الكثيرين بها يبغون القرب منها , وكعادته فقد أمتثل لنور عقله ,
فما كان منه الا أن يطلّقها ليسعى بنفسه في تزويجها من عشيقها بعد أكتمال عدّتها بهدوء و روّية آخذا" بعين الأعتبار مصلحته و عشيرته و كل الدويلات المجاورة كي يحفظ ماء وجهه و يحافظ على أرثه لتزداد مكانته ليكسب مجدا" كبيرا" فوق مجده
أنتقل غرمائه للعيش في بلاد بعيدة وبقي متربعا" على قمة النبل و البهاء والعفّة
وهكذا أنتهت القصة التي أضعها دوما" نصب عيني كخارطة طريق في حل مشاكل كثيرة يمكن أن تواجهني وغيري ممن يعرضونها علي وما أكثرها في حياتنا المخيفة ..
أكتب ذلك وأنا أستعرض مايحصل لنا , شرفنا هو شعبنا , فقرائنا , أطفالنا ونسائنا , وكل أهلنا , جميعهم منتهكون , من قبل الأرهاب و الفساد و تبعاته في الفقر والخراب و ثراء البعض على حساب الغالبية دون أدنى حساب , فهم يتسترون بالدين و بديمقراطية لم نر منها الا الأسم ...
الا يوجد عندنا ( حليم ) أو حكيم بحدّه الأدنى لينتشلنا من واقعنا الذي شاعت فيه الفواحش وأصبح الفساد مستشريا" كشربة ماء تتكرر أحال بلادنا الى جذوع نخل خاوية و فقرائنا الى هياكل حافية فأصبحوا للحالمين كابوس وهاجس يدنس أنسانيتنا وللحريصين مرضا" مزمنا" , وما أشبه قصة حليم بمايجري عندنا عدا فرقٌ واحد مختلف وهو أن لاوجود لحد الآن ل (حليم ) عندنا ....
أنتهى - محسن لفته الجنابي
19-9-2012
المقال على موقع الحوار المتمدن شرفونا بزيارتكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق