كان ياماكان في جميل العصر والأزمان رجلٌ حكيمٌ يدعى (شَنٌّ) ,
يبحث عن أمرأة تكون له زوجه تلائمه, أشترط أن تكون عارفه وبالأمور وارفه , فهام
على وجهه في بلاد الله الواسعه يمتطي فرسه, بحثا" عن تلك المواصفه , وفي
غمرِّ جولته , لقى كهلا" فارسا"ليسأله ويؤانسه حين سيره ولينادمه :
أتحملني أم أحملك ؟
أجابه الشيخ ضاحكا" : كلانا نمتطي الدواب , فليس لسؤالك من
جواب !!
بادره (شنٌّ) حين أصبحا في مرجٍ لزرع أخضر مثمر نما : هل أتى هذا
الزرع أؤكله ؟
ضحك الكهل قائلا": أنه مثمر كما ترى , فما لسؤالك من جواب!!
صادفتهم في طرقهم جنازة لأحد أبناء المنطقه , سأل صاحبنا المشيعين
مثل ما سأل أسئلته المحيره :
هل أن صاحب الجنازة حي أم ميّت ؟
فقابلوه بأبتسامه الرد على المجانين و أنتهض الكهل لينقذه , ويدعوه
الى منزله و يضيفه , أكراما لقدسية الجنون و المرض , فقد تأكد أنه مجنون وبالأمور
لايفكر مثل الأسوياء المراعون للعرف وما أتفق عليه الناس في السؤال والجواب ,
وأنزله ببيته في مكان الضيوف , وذهب ضاحكا" لأبنته الوحيده وأسمها (طبقه) ليخبرها ,
وقال لها أنه أتى بمجنون ليكرمه , وحكى لها كل ماجرى , فأجابت طبقه أباها أن الشخص
اللذي أتى به للمنزل ليس بمجنون , بل أنه بليغ ذو ذكاء متقد وللمفكرين يفتقد !!!
وأسترسلت طبقه لتوضح كل الأجابات , لما طرحه (شنٌّ) من أسأله :
أبي العزيز , حين سألك : أتحملني أم أحملك , يقصد بها هل ستتحدث
ألي أم أتحدث أليك أثناء سيرنا , فالحديث يا أبي ثقل يرمي به صاحبه على المستمع ,
ويكون عبئا" على المتلقي , يحتاج الى صبر وحكمه واجب أن يتحلى بها المنصت
للكلام كي لا يثار بأفكار , تهدم حتى العظيم من الديار
أما سؤاله عن الزرع يا أبي : فهو يسألك هل أن أصحاب الزرع قد أوفوا
حق الله والناس وأنه خالص من كل دَين أو مثلبه .
وعن سؤاله عن صاحب الجنازة : فهو يقول هل الميت له أبناء , فأن كان
له أبناء فهو حي , يبقى أسمه ونسله و لايختفي أثره .
تعجب الكهل من حكمة أبنته , وعاد لضيفه (شنٌّ) ليعتذر , وأخبره ,
بما أجابت أبنته
أبتسم (شَنٌّ) و نظر للرجل نظرة من وصل الى المرام ونال في سعيه قمّة المقام
, وطلب أبنة الرجل له زوجه , بعد أن أطلعه على حكايته و سعيه , فوافق الكهل على
الصفقه , فمن مثل (شنٌّ) يلائم أبنته وفلذته , فأخذ (شَنٌّ) (طبقه) وعاشوا في
تطابق لوجهات النظر نفتقدها كثيرا" الان , فالجدل أصبح عقيم والقصد باتَ سقيم
, فالأفكار لايراها المتلقي كما نراها نحن مطلقيها , والعكس بالعكس , وترى الناس
زعلانين وماهم بمتحملين لبني جنسهم بل على الجميع ناقمين , ولسان حال الجميع يقول : الناس أحدى وسبعون فرقه , أنا وحدي
الناجي , أنا وحدي الأفضل وأنا وحدي الأعلم , وكل البقية الباقية من العالم اللذي
تجاوزت نفوسه سبعه مليارات نسمه في النار !!!
أمنياتي أن نكون متقبلين لرأي الاخرمتحضرين , متأدبين , بروح الحوار الراقي
المبني على الأحترام , كل الأحترام , فالاخر أن لم يكن من نفس ديننا فهم نظير لنا
في الخلق كما قال الصالحين منّا , ودمتم سالمين و جمعه مع كل الأيام مباركه عامرة
بالأيمان والثقافه والفضيله , ودمتم سالمين .
محسن الجنابي 18-11-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق