الخميس، 11 يوليو 2013

الفروق السبعين بين المصريين وبيننا

 
على طريقة (جماعتنا ) في النقد التبريري الذي تحول الى قالب جاهز في الدفع عن أنفسهم بكل تهمة , تناول العراقيون أحداث مصر وبحسب وجهة نظر كل منهم والنابعة من أسلوبهم الدخيل بالألتفاف على الحقائق ليظهر أحدهم و كأنه من جنس راقي ومذهب هو وحده من سيدخل الجنة , حيث رموا بالفرق على الوطن والآخرين ليلقوا عليهما بالتهمة كما يحدث في كل مرة , فحاولوا أن يجدوا سبعين فرقا" بين شعب العراق وشعب مصر الحبيبة
لكن الحقائق وبحسب طبيعتها الفاضحة تبقى لها وحدها كلمة الفصل الواثقة , لو عدنا الى تاريخ الشعبين لوجدناه متشابها" وكأنه تراجيديا مسرحية تم طبعها بنسختين مع نسخ أخرى طبق الأصل شملت أغلب البلاد العربية أو الشرق الأوسطية بحسب ما يحلوا للمتأمركين تسميتها
يتشابه تاريخ العراق مع تاريخ مصر في الحروب والتهديدات الخارجية مع التعسف الحكومي وأستباحة موارد الوطن وتجييرها بأسم أشخاص مادية ديكتاتورية , ليمارسوا التعسف و الاعدام ومص دماء الشعبين بالتساوي دون أختلاف يذكر .
ملايين أحياء يرزقون يشهدون ومعهم التاريخ القريب
مصر كانت أول بلد في المنطقة مارس التقشف وله قدم السبق في أختراع البطاقة التموينية حوصرت أقتصاديا" منذ العام 1956 وليس في العام 1990 كما حصل عندنا وحصارها مستمر الى اليوم رغم أختلاف الأشكال ولم يتغير شيء سوى أنتقال الحصار من المطلق الى النسبية الجزئية , واكبه غزو مباشر وغير مباشر دمّر البنى التحتية أكثر من مرّة
عانت من حرب أستنزاف طويلة بدأت بعد نكسة 67 وأنتهت في نهاية 73 وتبعتها أحداث جسيمة ولكم أن تتخيلوا آثارها مع قلة الموارد وأعداد السكان الهائلة
مصر وطن يلفظ أبنائه مثل العراق جعلهم منقسمين الى فريقين أما مهاجرين في أرض الله الواسعة أو فقراء داخله يعانون الغربة , لم ينقموا على بلدهم كما نحن فعلنا ونفعل
منذ الأمس لازالت صورة المصري الفقير الذي ترك عائلته ليعمل في العراق في مهن قاسية وحشية راسخة لن تزول من أذهاننا حين نجد أجابة أي مصري جاهزة أتفق عليها كل جميعهم , كانت مبهرة تنبع من أصالة فكرية وشعور بالأنتماء كما الحبل السري الأزلي حين يجيبنا عن سؤالنا حول وطنه مصر :
مصر أم الدنيا أجمل ماخلق الله , مصر الحضارة و المحبة والعطاء .. ألخ من جميل الوصف حتى يتبادرنا شعور بأن مصر أغنى و أجمل من النمسا .
رغم الفقر وشحة الموارد و ضيق ذات اليد ستبقى لتكون الاجمل والأغنى والأبهى بــ ( حب ) أبنائها الذين أتفقوا على الهيام بها و ليس كما يحصل عندنا من جحود فالعراقيين رغم أختلافهم في كل شيء لكنهم يتفقون في تحميل الوطن كل ما يصيبهم من ويلات و مآسي وتبعات رغم أنها صنبعة أيديهم و بأنفسهم .. وهذا هو الأختلاف الجوهري بين المواطن العراقي الجاحد وبين المواطن المصري الوفي الثابت على المباديء فيما يخص شؤون الوطن .. ربما تعود لهذا الاختلاف أسباب كل ماحصل ويحصل (و سيبقى يحصل) حتى يستفيق الجميع ليواجهوا بشجاعة كل الحقائق التي تشخّص الأسباب وتضع المعالجات لتجتمع على مصلحة واحدة تبتغي التنازل عن الأوهام أولا" و تنبذ التبرير والجدل ثانيا" بالعودة الى الأنتماء الوطني مع أعتذار صريح للوطن حينها يكون هنالك أمل بأن يتحقق الحلم الكبير حينها يتحول الوطن الى جنة بمجرد أستبدال كل المفاهيم المشتته لأفكارنا بمفهوم واحد يختصر كل ما ورد , يسميه المصريين .. حب الوطن

محسن لفته الجنابي ثورة مصر الحرة في 30 حزيران 2013




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق