الأحد، 26 أغسطس 2012

البخت و التخت



كان رجلا" باسما" حازما" في عمله مخلصا" لكل من يعرفه وقورا" خلوقا" يمتلك وجها" فيه مسحة من الرحمن ذاك هو (أبو ذياب ) حارس الوزارة منذ عشرين سنة عرفت عنه الأمانة و العمل في الملمات فكان خدوما" ودودا" يكلف بالعسير من 
الواجبات , في المقابل كان هناك زميلا" ضديدا" له أسمه (أبو خضير) يتجنب الجميع حتى المدراء والمسؤولين ألقاء السلام عليه خوفا" من أن يسمعهم بذيء الكلام , فكان أخا" شقيقا" للشيطان بشهادة العيان ويقول الخبثاء أنه ترك مهنته كقصّاب ليتعيّن ليس لسواد الراتب وأنما لغايات أكبر من باب العمارة التي تقع فيها الوزراة 
الأثنان مثال التناقض في أدارة الصراع بين الأخيار و الأشرار, أبو ذياب يزرع الطيب و أبوخضير موغل بالوصوليّة والأنتهازية والأستهتار فكان موضوعهما يستحق الأهتمام فيه أحداث من بينها حادثة حصلت حين تزوج أبن أبو ذياب في التسعينات , وكان يومها (أنذار) في كل الدوائر بسبب العدوان المستمر في كل الأزمان , فأضطر أن يكلف زميله اللدود كي يملأ مكانه ولأول مرّة في حياته يضطر أن يغيب عن واجبه , وشائت الصدف أن تداهم الوزارة بلجنة تفتيش , عوقب في وقتها أبو ذياب من قبل الزيتونيين وكرّم أبو خضيّر و منح بعدها وسام نواطير الشعب من القيادة , مضت الأيام و بضعة أعوام و كنت أتردد خلالها بحكم العمل , حتى أتى يومٌ أختفى الأثنان , سألت كما غيري من باب الشوق لأبو ذياب و الفضول عما حل لأبو خضير المغوار 
فكانت الأجابة : 
أبو ذياب معاق بعد أن بترت ساقه و أصيب في حبله الشوكي في أنفجار بالوزيرية و أحيل على التقاعد براتب 200 ألف دينار(160 دولار) يقبضه كل شهرين , أما أبو خضير فقد تبوأ منصبا" كبيرا" بعد أن نقل الى وزراة العدل حيث أصبح بقدراته العجيبة أحد السجناء السياسيين !! ومنحوه مكرمة (83) مليون دينار و قطعة أرض ملياريّة وراتب أضافي فتّاك .. و لا أعرف الى الآن أن كان قد حصل على وسام !!


مشهد حقيقي لازالت أحداثه تجري الى الآن 
البخت : الحظ المواكب للأنتهازيين و الأشرار
التخت : سرير من الخشب وأسم يطلق أحيانا" على التابوت نأسف أن يبقى عندنا مصيرا" حتميا" للأخيار والأحرار

محسن لفته الجنابي العراق بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق