المقال في موقع كتابات
أستخدم الدين في تاريخنا القديم والمعاصر كأداة لتمرير المخططات خصوصا" من قبل الحكام بأنواعهم الثلاث (معتدلين ومستبدين وطغاة مغالين) , وهذا الأمتطاء ليس بجديد علينا فله جذور عميقه في الأمه (العربيّه و الأسلاميّه) تمتد لتصل الى أيام الجاهليّه وما سبقها , فلا يخفى علينا هذا الأسلوب من التسخير في فرض قريش سيطرتها على الجزيره العربيّه و مايحيطها من خلال أستخدامها لسطوة الدين المزدوج الأتجاه (وثني - توحيدي ) وأمامتها للقبائل فهو لايفرق عندها مادام يلبي مصلحتها العليا وينعم عليها بالجاه والمال و الرسوم تحت شتى المسميات , وعند ظهور الأسلام كدين وضع حدودا" صارمه للتعامل الأنساني في شتى الأصعدة , أستطاع المتربصون اللذين يسري في دمائهم حب سلطة الملوك الغير المتوّجين عينهم وأولادهم بأحياء مبدأ الترسيخ , و بأسلوب أكثر صرامة , وصلت الى أتهام كل خصم لهم بالتكفير والتفسيق والأتهام بالهرطقه والزندقه , وهكذا بدأت مرحلة ظهور التسخير بحلّة جديده أشد فتكا" خصوصا" بعد وفاة نبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم مما تسبب فيما بعد بسيل من الفتن أدت الى شق صف المسلمين لازالت تأثيراتها واضحة حتى هذه اللحظة , وأستمر هذا الأسلوب في كل عصر تلى تلك الحقبه , أيام الأحتلال العثماني وأضمحلت نسبيّا" أيام الأستعمار الجديد (الاوربي) لكنها ظهرت قويّه مع مرحلة تأسيس الحكومات العربيّه مطلع القرن المنصرم , لاتختلف عن كونها ملكيّة أو جمهوريّة وترسخت وفق مفاهيم جديده , تختلف شكلا" , لكنها تتشابه في المضمون اللذي يرسخ الولاء للحاكم و يعاقب الخارج عن السيطره ويدينه كخارج عن أولي الأمر بحسب تفسيرهم المصلحي الفضفاض للاية الكريمه :
يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
فنجحت الأنظمه الشموليّه خصوصا" الملكيّه ( السعوديّه والمغرب والأردن و أمارات الخليج ) بضمان بقائها أطول فتره يمكن أن يتصورها العقل , شاطرتها أنظمة ملكيّه غير معلنة مثل مصر (طوال حكم مبارك وتأييد الأزهر المتواصل له) ودول أخرى, ذلك المكسب الكبير
وأثر أتّضاح نجاح ذلك النهج على مر مئات السنين وبحسب نظريّه التطور في الفكر التسلطي , فقد أنتقل الى كيانات جديده , صغيرة وكبيره, فمن المفارقات الجديره بالذكر , أن من بين تلك الكيانات (العراق أنموذجا") , تيارات وأحزاب معارضه , وتنظيمات محظورة مثل السلفية الجهادية و الميليشيات (جميعها تستخدم الدين لأجل السيطره و البطش بكل من يخالفها الرأي تحت ذريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!) , وأنظمة في السلطه تلعب على عدّة حبال بعد أن أجتاحتها تيارات العولمة , فهي أسلاميّة في تصفيّة الخصوم والأستئثار بالسلطه , وديموقراطيّه أمام المجتمع الدولي شكلا" فقط !! , تلك الديموقراطيّه التي تأتمر بأوامر رجال الدين وتوجه علانيّة من قبلهم والى الان. فذقنا بها ويلات لم تألفها الأنسانيّة جعلت من البعض منّا يطلق شكوكا" تصل في مداها الى صميم الرسالة و يتوجس من مباديء الدين الحنيف خوفا" كونها وعلى مر العصور قابلة للتغيير بحسب أهواء أولي الأمر , ويتم تكييفها كأسلحة فتّاكه بأيديهم
رحم الله مفكرنا الخالد ( الدكتور علي الوردي ) فمن مثله سبر أغوار المجتمع العربي , ليفضح الأسلوب الأكثر بشاعة اللذي أتبعه المتسلطون (حكام وتيارات وتنظيمات) لتمرير مخططاتهم والوصول الى أهدافهم والتي هي في الغالب قذره, من خلال أمتطاء صهوة الدين المقدس النبيل .14 نيسان 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق