كنت عائدا" قبل قليل بطريقي للبيت
واذا بمجموعه من العمال يلوحون بچراوياتهم ليستوقفوني كي أقلّهم معي
كانوا أعجاز نخل منخورة خاوية متآكله من
الحر والتعب و آثار السنين
طلبوا مني أن أوصلهم بنبرة توسل كمن أنقطعت
به السبل
ركب (الخلفه ) الى جانبي و البقية الى الخلف
ودار حديث كعادة العراقيين
الخلفه : والله مليّنا وطلعت رواحنا , تصور
عفنا الشغل و زعل منّا أبو البيت , و أستقطع من أجورنا وأنطانا نص يوميّة , مانكَدر
نشتغل بعد , الحر غضب تكَول جهنم , أثنين من
العمال ماعت أرواحهم و العركَ ينزل على عيوننا بعد مانكَدر نشوف
داعيكم : الله يكون بعونكم , وهذا شغلكم
مثل الجهاد , يسمونه الجهاد الأكبر من أجل لقمة العيش .. زين شراح تسوون برمضان ؟ ماباقي
منّه كم يوم ؟
احد العمال : والله بصراحه مراح نكَدر نصوم , لأن أذا كَعدنا يوم واحد أطفالنا يموتون من الجوع
, منو ينطينا أشو مايفكرون بس بأرواحهم وعايفين
المساكين دايخين و أتحدى أي واحد من عدنا يكَدر يضم كم فلس لرمضان وياخذله أستراحه
من العمّاله خاطر يصوم .
الخلفه : بصراحه أحنا نعتب على أهل العمايم , لازميها كَباله بس يحچون بالدين و السياسه و ماعدهم
أي رحمة , لأن لو عدهم دين من صدكّ چان ساعدوا خلكَ الله على الصيام . موبس يصفطون
سوالف ماتوكّل خبز , يتصورن سوالفهم تفيدنا ونصرّفها أببنكَ المعزل !
واحد من العمال بعده شاب زغير : أحسن شي الواحد يصير من عدهم ويلبس عمامه , أقل
شي يوميّه يحصل فد ميّة ميتين ألف و ما تكلفه
بس يحفظلة قوانه ويظل يعيد بيها و يكون مدلل ربعه و التبريد على راسه و بخدمته كل أنواع
الثريد
البقية وآني وياهم : ساكتين
داعيكم في محاولة لكسر الصمت : زين أنتم
الآن كم واحد ؟
الخلفه : أحنا خمسطعش
داعيكم : مافكرّتوا فد يوم تغيرون حياتكم
, ولشوكت تبقون تتلاطمون ؟
الخلفه : راح نبقى ننتظر حظنا بلكي يكَعد
و تتغير الأمور
سكتوا الجميع و أوصلتهم الى أماكن قريبه
لبيوتهم ..
كان مشهد حقيقي ذكرته كما جرى قبل قليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق