الجمعة، 15 أغسطس 2014

حكاية حقيقية بنت البارحه

يوم أمس ذهبت مع صديق الى دائرة الجوازات على أعتبار أنني أملك (واسطة) , لدي (رائد حباب) كان زميلي في أحد أماكن الدراسة , وحين وصلنا وجدنا صاحبي عماد لكننا فوجئنا بأن الأمر فوق طاقته بسبب الزحام في كل المفاصل , أتصل بالهاتف فلم يلق أجابة , تكلم مع المدير الذي أتصل بدوره بأثنين آخرين , ثم دخل معنا عماد وأخذ المعاملة , شعرت بأحراجه بعد مرور دقائق , فحتى زملائه وبسبب الزحام التاريخي لم يعيروا له أي أهتمام , فطلبت منه ترك الموضوع و رددنا نحن الثلاثة الآية الكريمة ( يوم لاينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ) وأين القلب السليم في تلك الأماكن التي يطلق عليها علماء النفس ( المنغلقة الصاكّه ) قررنا الخروج لأنجاز ماتيسر من الأعمال على أن نعود بعد ساعات قبل نهاية الدوام , وعدنا فعلاً في الواحدة ظهراً , كانت الأعداد نفسها وكأن القوم في أنتظار رواتب التقاعد التي لم تأتي فيما الأعداد في تزايد , وعند حلول الساعة الثانية خرج شرطي صغير السن كان يتكلم بثقة وتهكم شديد وخطب في الناس :
ياجماعة خلص الدوام و لازم تطلعون من الدائرة و أذا ماطلعتوا راح أخابر عليكم مكافحة الشغب ويشبعوكم تواثي !
أستغرب الناس ولزموا الصمت , قطرات من العرق كانت تنساب على جبيني وكذلك صاحبي , الجميع يتصبب عرقاً , ربما من الحر أو الخجل
تقدمت أمرأة عجوز وقالت : الله لاينطيك العافية , من السبعة واكفه وتاليها تأجلوني عساها بعيالك ياسافل !
أمرأة متوسطة العمر أرتجلت خطاباً فوريا:
ولك من الصبح نباوع عليكم تاخذون المعاملات سكتاوي وتاركين الوادم مشعولة بشمس الظهاري , الله لايوفقكم وأنشالله ينقلوكم لتكريت لو للموصل !
عدا تلك الأمرأتين لم يجرؤ أحد على الكلام من كل ذوي الشوارب فالجميع خصوصاً في هذا الوقت يتجنب المشاكل .
في تلك الأثناء مر من أمامنا عقيد فأستوقفناه سائلين : كيف وشرحنا له مانريد..
أخذ المعاملة وطلب منا الدخول ورائه , وأرسل بعض موظفيه للخروج لجمع المعاملات من كل الموجودين بالخارج , كانت حوالي مئتا معاملة , فقد أنخفضت الأعداد لسببين , الأول لأن الدوام أنتهى , والثاني بسبب الخوف مماقاله الشرطي الثائر .
العقيد كان يعمل وقوفاً لأنه كان يدير بنفس الوقت أربع حاسبات , وكان معه ملازم يعمل الحاسبات الأخرى بهدوء وسلاسة , أكملنا المرحلة الأولى ثم الثانية ولم تصل الساعة بعد الى الثالثة , أنجزوا كل المعاملات وهما أثنان فقط بحوالي ثلاثة أرباع الساعة .
الأمرأة العجوز دعت للعقيد والملازم بحفظ الله وطولة العمر , أما الثانية التي كانت في متوسط العمر فقد أبتسمت لهما وقالت وهي تلتفت فرحاً يميناً وشمالاً :
العراق بعده بخير ياجماعه , ربي يوفقكم يانشامى .
حين هممنا بالخروج سألت العقيد بعد أن تأكدت بأنه يملك أخلاقاً :
كم هي أعداد العاملين بتلك الدائرة
أجاب مستغرباً : أعتقد ميتن و شويّة
بادرته : لا أخفيك بأننا كمواطنين كنا سنأخذ فكرة سيئة جداً عن تلك الدائرة ونشتم كل من يعمل بها ولانستثني صاحبنا رائد عماد وحتى جنابك , لكنك والملازم أنقذتم سمعة الدائرة , بل أنقذتم العراق كونكم أحدى مؤسساته , بوركتم يا غيارى
تقدم منا الملازم الشاب و قال:
اليوم نسيبتي أم زوجتي عازمتني على سمك , والبيت قريب عبور الشارع , طالبها منكم طلبه وأرجوكم تجون ويايا !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق