الجمعة، 15 أغسطس 2014

رسالة في زجاجة مكسورة

لاتستغربوا حصول بعض الوحوش على أصوات بمئات الآلاف فالأمر عندنا معتاد لايستدعي (أتجاهات) ولا تدريب , وكل مندهش عليه أن يعود بالذاكرة الى أستفتاءات الـ (تسعة وتسعين وتسعة بالعشرة) ليعلن أفلاسه بادئاً في قلب جيوبه عسى أن يقفز منها قالب (سنيكرز) ينقذه ليعود الى رشده ويكمل باقي عمره متوارياً خلف قطيعه , فالتغيير في أقوامنا أصعب من زراعة نخلة في صخرة صماء وسط جزيرة تحيط بها أفاعي تكره حتى نفسها , تأخذنا الى مغامرات سندباد , حين يصاب بالأعياء ثم الأغماء ليصحى بعد اليأس و تنقذه سفينة , ذاك كان سندباد , أما ديدن (ريمه) فهو حنينها الى عادتها القديمة بالردح للسلطان الملتصق و خاتونه الخبيرة مع صبيانهم المرخصين بالقتل أؤلئك الباحثين في جيوب الموتى , فقد أزدهر عملهم , فهو اليوم الأيسر سبيلاً في مجتمع نصفه ميّت و نصفه الآخر مات سريريّاً بعقائده العقيمة , سيروا على أطراف أصابعكم و لا تصدروا أصواتاً فالخير مثل أعمارنا يحتضر ومعه البشر و الصبايا و العصافير والجميع يحفر في التراب والوطن قاب قوسين ,أشد مانخشى أن يكون مسخاً شريراً.
أستعيذ بألله من الكفر بالأمل والدستور, ومن تهمة القصور لهذا الشعب الصابر , فترانيم سومر ومناقب آشور تكفي لتحصنني من ثعابين الفطائس ومعها الرقطاء قاطعة النسل ذات الحور الناعس , ألهي طهّرني من وساوس الشك تلك التي منذ ليال طويلة تراودني , بأن الأفاعي المخضرمة نفسها , نالت منّا هذه المرة وثقبت مؤخراتنا بثلاثة لدغات كاملة , لنوصم بالخزي كشعب بستة ثقوب لايستوعب الدروس المتواصلة , عد الى العقل و أقتنع بأن الديمقراطية طفلة بجدائل عندها أحد عشر سنة , رغم سفك دمائها بالأغتصاب (لا الطمث) ستتعافى حين تجتاز المراهقة لتهزم الأفاعي ومعها جرذان السراديب و جرابيع الدبدبة.
الديمقراطية سادتي وللمرة الألف أقولها لم يتفضّل بها أي من سعالي الساحه الذين ثقبوا أيضاً رؤوسنا , بجهادهم في السياحة والأستجداء والعمالة للأجنبي , بل هي صفقة قسريّة منحها غزاة لنا بعد الأيغال في قتلنا , كان ثمنها غال , جبل من الجماجم ومعها بحر بروافد مستمرة من دمائنا , هي ديمقراطية أستحقاق العراق وليست مطية لجوقات أرتزاق بائسة , هم غربان , غرباء , مصيرهم مزبلة مجاورة , أما الوطن فسيبقى كما بقي سبعة آلاف سنة أنتهى و لن ننتهي , فليكتب التاريخ ذلك . 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق