الأحد، 26 أغسطس 2012

الأغنية التي أنقذتنا من أبو غريب



الأغنية التي أنقذتنا من أبو غريب : 
كنا أنا وشقيقي الأصغر على الطريق السريع جنوب بغداد في مايسمى بمثلث الموت نستقل سيارتنا مضطرين لا أبطال في منتصف الليل في ليلة ليلاء حالكة وأذا بنقطة تفتيش أميركية مؤلفة من قوّة كبيرة أصطادونا كفريسة على منحدر جسر , كان العراق حينها مشتعلا" يعلوه الدخان في ليل طويل عنيف بفواجعه اليومية, توقفنا وسطهم فلا مجال للهرب مع المدى البعيد والدقيق لأسلحتهم , تقدم منّا جندي أسود و هو يصيح :
Get out ....Get out 
خرجنا من السيارة وتركناها تعمل و وقفنا جانبا" وقد تجمع حولنا عشرات الجنود 
بدأوا بتفتيشنا , فيما دخل (الجندي نفسه) السيارة لتفتيشها , بعدها صرخ لرفاقه :
....... Gun....Gun....Gun .. These terrorists
ويقصد أنه عثر على سلاح في السيارة , وأننا أرهابيين (كانت بندقية وضعناها تحت أحد المقاعد نحمي بها أرواحنا كما كان يفعل جميع العراقيين آنذاك )
دفعونا لننبطح في الشارع و أستمّروا في تفتيش دقيق لسيارتنا, وبعدها هدأ الوضع فقد تركونا ليتجمعوا حول السيارة فيما علا صوت المسجل بأغنية فرقة الأيكَلز (هوتل كالفورنيا) فطلب منّا أحدهم ويبدو أنه الضابط الكبير في المجموعة أن نقف و سألني : 
Oh my God , you are listen to Hotel California for Eagles team
أجبته : 
Yes I m listen to this song always since the seventies

فقال :
Impossible.....You have taste ... you are don t terrorists
(يقصد من المستحيل أن نكون أرهابيين فنحن نمتلك ذوق )
وبعد أن تناقشوا فيما بينهم , أعطونا السلاح وتركونا نذهب وكان الفضل لشريط فرقة الأيكَلز الذي أشتريته من تسجيلات الخيام منذ سنين و أعتدت أن أضعه في السيارة كلما قدت على الطريق السريع ( يُذكر الطريق الصحراوي السريع في الأغنية نفسها ) كونه يمنح شعورا" جيدا" غامرا" بالحنين للأشياء القديمة , صمتنا بعد أنطلاقنا , وبعدها تحدثنا , ماذا لو كان الشريط الموجود في المسجل هو لصباح الجنابي أو لباسط عبد الصمد وكلاهما موجودان في السيارة أيضا" ؟ , كان أعتقلونا ليضعونا في أبو غريب ولكنها ضربة حظ , ودرس بليغ أن الفن مهما كان نوعه ومستواه فهو مفيد في التواصل و بناء الثقة بين كل أفراد العالم حتى ولو كانوا من آكلة لحوم البشر أو المحتلين الأميركيين 

الأمر الغريب أن الأميركان أصبحوا بعدها بفترة يطلقون تسمية هوتل كاليفورنيا على سجن أبو غريب !

محسن لفته الجنابي بغداد دار السلام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق