السبت، 15 سبتمبر 2012

مصطلحات عراقية : مسودن وبيده فاله , حاط خنجره بحزامه !!


مصطلح (المسودن ), هو عراقي خالص لاتجده في مفردات أي بلد اخر , جاء كتصريف في محل نصب للمفعول به والفاعل (سيّد) , أي أن السيد (وهو لقب يطلق في العراق على كل من ينتسب لسلالة رسول الله محمد... عليه الصلاة والسلام) قد ضرب شخصا" في عقله ليصبح (مسودن) والمفعول به مجنون غير كامل الأهلية ونقول شوّر السيد أو العلوية , أي أن شارة الهية جائت عن طريق أحدهما ككرامة منحها الله تعالى كونهم من المقريبين له جل وعلا وعظم شأنه , وهذه الشارة حين تصيب أحدهم فهو لا يحاسب ولا يعتب عليه , ويصف العراقيون الشخص الجاهل بالأمور لكنه لأتفه الأسباب يثور ليبدر من فعله مايذهل العقول ( بأنه مسودن أو مشوَّر بيه) وبمرور الزمن أصبح المعنى فضفاضا" ليكون حال (التشوير) من الفعل (شوّر) لا يقتصر على السادات فقط , بل أتسع ليشمل كل أنسان ورع تقي حكيم , ليسع عامة الناس من الأجلّاء أيضا" , فيمكن أن يكون الشخص (مجنونا" ) على يد شخص له كرامة (من عامة الناس) بحسب مفهومنا الأجتماعي ليسقط أحد الضحايا و يصبح (مسودن) درجة أولى !!ويطلق أهلنا على المسودن صفات متعلقة بالأصل للمفردة , فأبو السوادين : هو من أصيب بأكثر من أصابة مما سبق , او (أبو الشارات ) و (مشور بيه ) كتعظيم لصفة مسودن .وكما هي عاداتنا في التكبير والمبالغه في الوصف , أصبح مصطلح ( مسودن وبيده فاله) , واللذي أنطلق أصلا" بحسب المصادر من مدينة العمارة في محافظة ميسان الأقرب الى حضارة أجدادنا السومريين كمصطلح يشير الى الشخص المجنون اللذي يحمل سلاحا" خطيرا" مدمرا , فالفالة هي احد اسلحة الصيد عرفت في العراق ايام السومريين حين كانوا يصطادون بها الحيوانات المفترسة والأسماك في أهوار العراق , وفي المفهوم العراقي الان فأياك أياك أن تقترب من شخص له هذه الصفه , فهو سينقض عليك ليلتهمك ويجعلك رمادا" في يوم ريح عاصف , لا تجادله , ولا ترشده , ولاتعلمه , وأن سألك , أجبه القول وأقصره بأنك لا تعلم , وأرهبه لفترة و باغته بالخلاص بأن تقول (الله أعلم) فأن الزمن قد توقف في مخيلته , ليرى نفسه أفلاطون زمانه , وسقراط الفضائل , وأينشتاين عصره , كفانا الله شرور أمثاله . وفي وصف أخف مما سبق فأن العراقيين وصفوا الشخص اللذي يثور لأتفه الأسباب , ويزعل مهما كان الخطاب , ويكون ندّا" لكل محدّث دون أن يعطي أي جواب بأنه (حاط خنجره بحزامه) وهي صفه مظهرها أن يكون الشخص متمنطقا" للخنجر (الخنجر سلاح أصغر من السيف أرتبط بمفهوم الغدر لدى عامة الناس) , ولازال العراقيون يستخدمون تلك المصطلحات , بل أن أستعمالها زاد من حيث عدد المرات, ربما الأحداث السريعه وما صاحبها من تداعيات والتي تمر بنا كل يوم من قتل وحروب وتفجير ومجهولية المصير والتي جعلت الناس في شد وجر , فيهم من يشتري المشاكل ومنهم من يتجنب الشر , أو ربما لظهور أعدادا" غفيره ممن يحملون الصفه المذكورة تناسبا" مع الزيادة المضطردة مع زيادة عدد سكان المعمورة

الموضوع لايمس لا من بعيد ولا من قريب أي أشخاص قد يتصوروا  أنهم المقصودون - محسن لفته الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق