السبت، 15 سبتمبر 2012

حكايات تراثية من وجهة نظرٍ عراقيّة - وافق شنٌّ طبقه


كان ياماكان في جميل العصر والأزمان رجلٌ حكيمٌ يدعى (شَنٌّ) , يبحث عن أمرأة تكون له زوجه تلائمه, أشترط أن تكون عارفه وبالأمور وارفه , فهام على وجهه في بلاد الله الواسعه يمتطي فرسه, بحثا" عن تلك المواصفه , وفي غمرِّ جولته , لقى كهلا" فارسا"ليسأله ويؤانسه حين سيره ولينادمه :
أتحملني أم أحملك ؟
أجابه الشيخ ضاحكا" : كلانا نمتطي الدواب , فليس لسؤالك من جواب !!
بادره (شنٌّ) حين أصبحا في مرجٍ لزرع أخضر مثمر نما : هل أتى هذا الزرع أؤكله ؟
ضحك الكهل قائلا": أنه مثمر كما ترى , فما لسؤالك من جواب!!
صادفتهم في طرقهم جنازة لأحد أبناء المنطقه , سأل صاحبنا المشيعين مثل ما سأل أسئلته المحيره :
هل أن صاحب الجنازة حي أم ميّت ؟
فقابلوه بأبتسامه الرد على المجانين و أنتهض الكهل لينقذه , ويدعوه الى منزله و يضيفه , أكراما لقدسية الجنون و المرض , فقد تأكد أنه مجنون وبالأمور لايفكر مثل الأسوياء المراعون للعرف وما أتفق عليه الناس في السؤال والجواب , وأنزله ببيته في مكان الضيوف , وذهب ضاحكا" لأبنته الوحيده وأسمها (طبقه ليخبرها , وقال لها أنه أتى بمجنون ليكرمه , وحكى لها كل ماجرى , فأجابت طبقه أباها أن الشخص اللذي أتى به للمنزل ليس بمجنون , بل أنه بليغ ذو ذكاء متقد وللمفكرين يفتقد !!!
وأسترسلت طبقه لتوضح كل الأجابات , لما طرحه (شنٌّ) من أسأله :
أبي العزيز , حين سألك : أتحملني أم أحملك , يقصد بها هل ستتحدث ألي أم أتحدث أليك أثناء سيرنا , فالحديث يا أبي ثقل يرمي به صاحبه على المستمع , ويكون عبئا" على المتلقي , يحتاج الى صبر وحكمه واجب أن يتحلى بها المنصت للكلام كي لا يثار بأفكار , تهدم حتى العظيم من الديار

أما سؤاله عن الزرع يا أبي : فهو يسألك هل أن أصحاب الزرع قد أوفوا حق الله والناس وأنه خالص من كل دَين أو مثلبه .

وعن سؤاله عن صاحب الجنازة : فهو يقول هل الميت له أبناء , فأن كان له أبناء فهو حي , يبقى أسمه ونسله و لايختفي أثره .

تعجب الكهل من حكمة أبنته , وعاد لضيفه (شنٌّ) ليعتذر , وأخبره , بما أجابت أبنته

أبتسم (شَنٌّ)  و نظر للرجل نظرة من وصل الى المرام ونال في سعيه قمّة المقام , وطلب أبنة الرجل له زوجه , بعد أن أطلعه على حكايته و سعيه , فوافق الكهل على الصفقه , فمن مثل (شنٌّ) يلائم أبنته وفلذته , فأخذ (شَنٌّ) (طبقه) وعاشوا في تطابق لوجهات النظر نفتقدها كثيرا" الان , فالجدل أصبح عقيم والقصد باتَ سقيم , فالأفكار لايراها المتلقي كما نراها نحن مطلقيها , والعكس بالعكس , وترى الناس زعلانين وماهم بمتحملين لبني جنسهم بل على الجميع ناقمين  , ولسان حال الجميع يقول : الناس أحدى وسبعون فرقه , أنا وحدي الناجي , أنا وحدي الأفضل وأنا وحدي الأعلم , وكل البقية الباقية من العالم اللذي تجاوزت نفوسه سبعه مليارات نسمه في النار !!!
أمنياتي أن نكون  متقبلين لرأي الاخرمتحضرين , متأدبين , بروح الحوار الراقي المبني على الأحترام , كل الأحترام , فالاخر أن لم يكن من نفس ديننا فهم نظير لنا في الخلق كما قال الصالحين منّا , ودمتم سالمين و جمعه مع كل الأيام مباركه عامرة بالأيمان والثقافه والفضيله , ودمتم سالمين .
محسن الجنابي 18-11-2011 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق