السبت، 15 سبتمبر 2012

شمس الحقيقة والأثر الكبير للعلامة الوردي



مررت في مكتبه عتيقة يوم أمس , ساقتني لها لحظة عشوائية , فأستقطعت من وقتي اللذي جلّه هباءا" منثورا" في رياح الفوضى التي يسمونها حياة , ترجلت و لمحت صاحبها , كان نوعا" نادرا" من بني البشر , أولئك اللذين يقدرون ثمن الكتب وماتحوي من كنوز , سألته دون مقدمات , ما هي أكثر الكتب مبيعا" عندك , أجابني وهو متفاجيء وكأنه يرى موظفا" من الضرائب : أنه كتاب وعاظ السلاطين , هدأت قليلا" وبادرته : هل لديك نسخة للبيع ؟ أجابني بحسرة : كلا فكل النسخ و بجميع طبعاتها نفذت , سألته ثانيةً : ومن يأتي بعد هذا الكتاب في نفس السياق؟ أجابني : أنها مجموعة اللمحات الأجتماعية !! ومن بعدها ؟ أجاب: مهزلة العقل البشري !!! و بعدها , أجاب: خوارق اللاشعور , وبعدها وبعدها , كانت أجاباته عن الكتب العشرة الأكثر مبيعا" في أحد أكبر مكتباتنا العريقة هي مؤلفات العلامه الدكتور علي الوردي , حقيقة لمستها أمس أفرحتني كثيرا" وأثلجت قلبي اللذي ألمت به فاجعة , مثل تلك الفواجع التي تنهمر على رؤوسنا يوميا" في عراق كتب على جبينه حزن لازمه منذ ولادة أوائل السومريين , أبتسمت أخيرا" و انتشيت من النتيجه , فالتنوير يجري على قدم وساق ومريدي أفكار العلامّة الوردي في أزدياد يمكن أن يصل يوما" الى الشمول , حينها سيولد الأمل ببناء مجتمع متحضر دون أمراض وأحقاد وضغينه , رحم الله مفكرنا الحي في ذكرى وفاته السنوية , التي بدأت تظهره أكثر حيويّة من الأحياء أنفسهم , تحية الى العلامة الخالد , وتحية للدكتور الباحث صباح عبود ابراهيم وفريق عمله اللذين احيوا فكر الوردي من خلال مركزهم التنويري الرائع اللذي اصبح قبلة ابناء العراق اللذين يقدمون مصلحة العراق ومجتمع العراق على كل مصالحهم , ألف تحية لكم زملائي وأخوتي الأعزاء .
محسن لفته الجنابي كاتب عراقي 
15- 7-2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق