الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

عيدية الشعب اليتيم


قابلت أحد أقاربي الحاج علي من كبار تجار الملابس و خبراء البورصة أجابني حين سألته عن أحوال السوق :
السوق مشتعل بسبب تذبذب الدولار و مايجري من سجال بين الحكومة والبنك المركزي و أنقطاع البضائع السورية الرخيصة نسبيا"مع السحب المستمر للدولار فيما يسمى بغسيل الأموال
سألته : وكيف هو أقبال المواطن على الشراء ؟
أجاب : المواطن مضطر لشراء الملابس للأطفال والشباب فقط دون أي طلب على ملابس الكبار
سألته : ولماذا لايشتري الكبار ؟
أجابني : المواطن يقتطع من أساسيات الحياة من غذاء و طاقة ودواء ليفرح أطفاله بالعيد فالمسألة حاكمة لا يرتضيها وأن أصابته أزمة , فهو يعيش في الأزمة أصلا" منذ سنين
سألته : متى كانت آخر مرّة أقبلت فيها كل الفئات على الشراء ؟
أجاب : حصل ذلك عندما وزعت الحكومة مبلغ 15 ألف دينار لكل مواطن قبل سنين كتعويض عن البطاقة التموينية فرغم ضآلة المبلغ أجتاحت السوق أثنائها فرحة كبيرة أشترك فيها كل المواطنين والتجار ومن كل الفئات والأعمار .
بادرته : وكيف ستكون حال المواطن لو وزع على الشعب مبلغ سبعة مليارات دولار هو الفائض عن المتوقع من صادرات النفط للشهر الماضي والذي صرحت به الحكومة كزيادة على مبلغ الأحدى وأربعون مليار دولار ؟
أجابني : تعداد الشعب بالأقصى هو 33 مليون نسمة , وبالنتيجة سيحصل كل مواطن على أكثر من 212 دولار !!
سرحت بعيدا" وأنا أتخيل الفرحة التي ستغمر المواطن وهو يتلقى مبلغ 212 دولار كعيدية من فائض غير متوقع لنفط بيته الكبير الذي يسمى العراق , و صحوت فجأة على هدير مفخخة أخرى بددت أحلامي و أعادت لي ما يعانيه أبناء شعبنا من مكابدات
وتعيشون وتسلمون عسى أن تصبحوا على عيدية مقدارها 212 دولار!!


محسن لفته الجنابي - ليلة العيد  العراق بغداد دار السلام 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق