الثلاثاء، 19 فبراير 2013

يا حلو يابو سدارة متيّمك سوّيله جاره - تاريخ السداره




عندمَا حصل العراق على استقلاله عام 1921، بدأ رجال الحكم في ذلك الوقت يفكرون في تبديل الفينة والكليتة الاجنبيتين بلباس للرأس "عراقي التصميم" يتخذ شعارا ورمزا للوطنية، وبعد تفكير طويل استقر الرأي على صنع "الفيصلية" التي سميت بعد فترة قصيرة "بالسدارة" والسدارة كلمة ذات أصل لاتيني من أصل سامي وهي تعني لباس الرأس عند الملوك. وعمت السدارة العراق جمعيه في فترة قصيرة لترمز أول الأمر الى الروح الوطنية، ثم لترمز بعد ذلك الى المشتغلين في الحكومة والى المتعلمين بصورة عامة.

وكان من يرتدي "السدارة" يطلق عليه "الأفندي" والى عهد قريب جدا فالسدارة لباس الرأس الرسمي لأفراد الجيش والشرطة وشرطة السجون وبعض الدوائر الاخرى. ويميز الفرد العراقي عن غيره من أخوانه العرب بلبس "السدارة".
ان الذين يلبسون السدارة في عهدنا هذا قليلون، ولو عدنا للسدارة لوجدناها تختلف عن السدارة التي يلبسها أفراد الجيش كما تختلف عن السدارات الاخرى التي يرتديها الأهليون فتلك كانت مصنوعة من "اللباد" أي من الصوف الخشن المضغوط. ثم بدأت مصانع ايطاليا وانكلترا تنتج "السدارات" فجاءت عند ذلك جميلة ناعمة الملمس مبطنة بالحرير، وتحمل ماركات مختلفة مثل روبين ـوهيون ـوفكتورـ كما جاءت بألوان مختلفة منها السوداء والقهوائية والزرقاء والرمادية، وآخر ما بقي من ألوان السدارات المستعملة بندرة حتى هذا اليوم هو اللون الأسود فقط.


حيث وجد اشخاص امتهنوا "غسيل الغياني والسدارات" كذلك تنظيفها وكيها وهم جماعة من اليهود والأرمن. وكان لليهود سوق في "عگد السعدة" لهذه الغاية يوم كانت الغياني شعارا للرأس. ويطلق على من يقوم بمهمة غسل الغياني تسمية "قالبچي" أخذ كونه يضع الفينة في قالب معدني موجود ضمن آلة خاصة لها ضواغط ويضع تحت القالب موقدا نفطيا يقال له "بريمز" فاذا سخن القالب وضعت عليه الفينة ولبست به تلبيسا ثم ركب عليها وهي في القالب قالب آخر تغطى به، وجاء في بعض ابيات الشاعر الشعبي "عبود الكرخي" في وصف لباس الرأس عند البغاددة قائلا:ـ
بيهم من يلفه "كربيتبه
باليشماغ والآخر بجزية
وبيهم من يلف عشرين هبريه
لرأسه وبيهم اعگال الوبر أسمر
وخوذة والسدارة وفينة والچرغد
وأبو خيه عگال المرعز الأسود
واللف المكنكر يشبه المگود
عريض اطويل عند التثنية تگصر

http://www.youtube.com/watch?v=lioazYqkPcg

نوادر بغداد المعاصرة - محسن لفته الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق