الخميس، 14 مارس 2013

يوميات بغداد - قصص (داخلية) عراقية // شفافة ومثيرة وقويّة



بقلم كاتبها المجهول الهويّة

1- العلم نور //

أحد الضباط ....آمن (بضرورة) طلب العلم والتطور ، فدخل إحدى الكليات .....ولأنه ضابط ، فقد تعين عليه الحضور لامتحان (البكالوريوس) في نهاية السنة فقط ، وفي قاعة الامتحان ، انتبهت المراقبة إلى رداءة خط هذا الضابط الطالب ، فقالت له :- (أشو خطك ردئ جداً ...وغير مفهوم !!) فأجابها بانزلاقةِ لسان غبية ، وبكل سذاجة ....قائلاً :- (ست اعذريني ..تره صارلي سنة من تعلمت أقره وأكتب) .



2- طموح رجل وطني //

رجل مهندس وضابط سابق ، أعرفه ، يعمل في إحدى الدوائر الأمنية ، يحمل شهادة (بكالوريوس علوم عسكرية) وبكالوريوس هندسة حقيقيتان ، يدرس الآن في إحدى الجامعات لنيل شهادة في (القانون) ، وحين سألته عن سر رغبته في الحصول على شهادة القانون بعد أن بلغ من الكبر عتياً ، قال لي :- (أولاً طلب العلم فريضة ومو عيب ، وثانياً أريد أخدم وطني وناسي بشكل علمي ودقيق ... وثالثاً ، بلكي أكدر أطور نفسي ودائرتي) ..



3- تعليمات أمنيـّة //

النقيب (أبو هليل الجاموسي) ، جمع كادره التعبان ، في اجتماع أمني ، وخطب فيهم موجهاً ، ومشجعاً ، وقائلاً :- (إسمعوا مناعيل الوالدين !!! من تشوفون واحد بالشارع ما يحترم (الغانون) ، أريدكم تصمطون أبو أبوه .. وتنسّوه العافية ، وهذولة جماعة (الغايد ما غايد !!) أريدكم تحمسوهم حمس ، وتسوونهم مثل طشّار العافية ، اخوتي اخوتي ، كون تخلوهم كل واحد حَدِر نجمة ، والتكظـّوه شايل صورة مال هالزعطوط !! أريدكم كون تخبزونه خبز العباس ، وتعلموه شنهي معني الديمغراطية) فنادى أصحابه بصوت واحد :- (عد عيناك سيدي ...) .



4- سبايدر مان //

سقط منه جواز سفره في إحدى السيطرات ، ولم ينتبه له ، ولكنه حين وصل البيت ، ولم يجد جواز سفره ، تذكر أنه ربما أسقطه في السيطرة ، وعاد إليها في اليوم التالي ، وفعلاً ، وجد الجواز بحوزة أحد المنتسبين ، ولكن هذا المنتسب ، ماطل كي يبادل الجواز بمبلغ (هدية) ، وحين يأس المواطن من إقناع المنتسب ، ذهب ليشتكيه عند الضابط ، هنا ، سمع الضابط القصة ، وجاء بكل هدوء إلى هذا المنتسب ، ووقف أمامه قليلاً وأخذ يدقق النظر فيه ، ثم فجأةً .... (صمطه بعجل معدل) كاد أهل المشرق والمغرب أن يسمعوه ، وصاح بالمنتسب غاضباً ، (كلب ابن الكلب !! رواتبكم صارت بالملايين وبعدكم حرامية ؟؟ جيب الجواز لا أحرك أبو أبوك هنا) فأخذ الجواز ، وأعطاه للمواطن ، واعتذر من المواطن قائلاً (أعذرنا أخوية ، هذا وأمثاله اللي طيّحوا حظ البلد ، وشوهوا سمعتنا) ...وخلوا (المرواني وغير المرواني) يحجون علينه .

بالمناسبة ، هذا المواطن لحد الآن (خايف) ، يقول :- (خاف هذا المنتسب يشوفني بوحدة من السيطرات ، ويرتبلي تهمة (إرهاب) ، وتالي منو يفيدني ؟)



5- الرزق الحلال //

عاد رجل الأمن (المدكدك) من دوامه الرسمي ، وجلس في غرفة نومه ، وأخذ يعد ما درت عليه وقفته الشامخة في الـ (سيطرة) من رشاوى وهدايا و (أتاوات) قانونية ، وبعد أن رص الأوراق النقدية ، و (ضربها لاستيك) ، قبـّلها ، ووضعها على جبينه ، وقال :- (إي !! الحمد لله ... الله لا يعوزنه للبوك والتسليب والسوالف المكسرة مال قبل ..هذا رزق حلال وطيب وسهل ... وبالقانون هماتين) .



6- الله يدري لو ما يدري ؟ //

جمع الضابط منتسبيه ، وبدأ يتحدث إليهم قائلاً (إخواني ..لا تعتبروني ضابط ، اعتبروني أخوكم واسمعوا مني ، الله الله بالمواطنين ...تره والله العراقيين بيهم حوبه ، وعلى رأي القائل ، الله يدري لو ما يدري ؟) ، هنا انبرى لها أحد المراتب المعروفين بالارتشاء قائلاً :- (سيدي !! طبعاً الله يدري) ، فرد عليه الضابط قائلاً :- (إنته تنجب وتسكت ، الله يدري ، بس إنته ما تدري الله يدري .... ويومك قريب ...لا تستعجل) .



7- أخاف من أعوفك ..بعد ما أشوفك //

سيارة الأمن الواقفة على جانب الطريق ، أبوابها مفتحة ، والسائق يجلس خلف المقود ، ونصف جسمه خارج السيارة ، والضابط يتكئ على (جاملغ) السيارة ، يضع يده اليمنى تحت خده ، ويحمل بيده الأخرى (بطل) ماء معدني ....ارتشف منه قليلاً ..ثم التفت إلى السائق قائلاً :- (أف !! والله ضجنه ..شو كلشي ماكو ؟؟ يمعود !! ما تدكلنه باسم الكربلائي – مال أخاف من أعوفك - ...خلي نغير الجو شويـّه) .



8- حقد من نوع أبيض //

(يا بوية !! شكد أكره هذا النقيب الـ منعول الوالدين .. لأن ططوة ابن ططوة ، وما يعرف يشتغل ، ومصدّك بالإسلام ، وكلهه عنده حرام بحرام ... لا ياخذ ، ولا يخلينه ناخذ ، وكاطع رزقنه ورزق عيالنه ، وانوب ما يروح يكعد بغرفته ويخلينه نسترزق ، بس يراقب بينه ، عيونه مثل عيون المطيرجي .......ولكم الله واكبر ، ماكو واحد يعلسه ؟ ينقله ؟ يدولبه ؟ يشوفله طركاعة يذبه بيها ويخلصنه منـّه ؟ والله طفرت رواحنه) ... قالها أحد الضباط (المنفيست) ، وهو يشير إلى نقيب (شاب) يقف معه في إحدى السيطرات على الطريق الخارجي ..



9- أوقات الفراغ الليلية //

تصورت أن (زفة) عرس تمر في الشارع ، في ساعة ليلية متأخرة ، ولكن ، تبين إنها سيارة رجال الأمن المصفحة ، يتراقص فوقها (منتسبان) على أنغام (صاخبة) وستريو ، لأغنية سيدة الطرب الغجري الجديدة (سارية الحواس) وهي تردد (بس اسمع مني ..ياللي مجنني ، آنة المتعذب ، وانته المتهني) ، بينما كان (المنتسبان) يردحان بقوة وعزيمة وشكيمة ، وسمعت أحدهما يشجع الآخر قائلاً (روح خالي روح ......) ، وعند مرورهم ، رمى أحدهما شيئاً من يده ، فأحدث صوتاً يشبه صوت علبة معدنية فارغة ترتطم بالرصيف ، وتتدحرج على الإسفلت ، لا أعرف لماذا أسأت الظن بهما ، وتصورتها علبة (بيرة) فارغة ، أعوذ بالله من سوء الظن ، فليس من العقول أن يقوم حماة القانون والأمن بالسكر والكبسلة (والطربكة) والرمي العشوائي ، بعد منتصف الليل ....(لا ما يسووها... شحدهم ؟) .



10- محنة مواطن //

أشار (رجل الأمن) لسائق السيارة التي نركبها بالعبور ، رفع السائق يده شاكراً رجل الأمن على تعاونه وعدم تفتيشه ، ومر عبر السيطرة ، وفجأة صاح به رجل أمن آخر يرتدي زياً عسكرياً مختلفاً ، صاح به بصوت يشبه أصوات المطيرجية :- (( أوكف لك !!!) ، هنا توقف السائق ، وارتعدت فرائصه ، فتقدم إليه رجل الأمن الثاني ، وانتبهت الى الوشم على يده ، كان الوشم عبارة عن صورة لعقرب ، مكتوب تحتها (أطلع من السجن ....وأراويكم) .....المهم ، اتكأ رجل الأمن على نافذة السيارة ، وقال للسائق :- (ليش جنابك الكسيف ما تحترم السيطرة .. وما توكف ؟؟... إحنه مو بعينك ؟؟) فقال له السائق (لا يمعود !! على راسي ، بس ذاك الأخ – وأشار لرجل الأمن الأول - كال إطلع ...فطلعت) ، هنا ....فتح رجل الأمن باب السيارة ، وسحب السائق من (ياخته) وصاح به :- (إنزل !! وخلي ذاك الأخ يفيدك) ...عرفنا بعدها أن ثمة عداوة بين رجل الأمن الأول والثاني ، وثمة عداء بين دائرتيهما .....وعلى المواطن أن (يدفع) ..بالتي هي أحسن .



11- احترمْ ....تُحتـرَمْ //

أزعجته زوجته الجالسه بقربه في السيارة ، وأخبرته بأن ابنه الكبير (مصخم الشرايع) ونتيجته في الإمتحانات النهائية الرسوب ، فانفعل الرجل ، و (صار عصبي) ، وصادف أنه سمع الخبر ، وصار عصبياً قريباً من إحدى السيطرات ، فانتبه رجل الأمن الى وجه المواطن (المعبـّس) فاستوقفه دوناً عن بقية السيارات ، وسأله :- (شبيك معبـّس ؟؟ شنو ما عاجبينك ؟؟) ، فرد عليه المواطن بأن المسألة شخصية ، بينه وبين زوجته ، فقال له رجل الأمن :- (من توصل للسيطرة ....احترم نفسك ...ولا تعبس وجهك بوجوهنا ، إحنه حكومة ....ومو نشتغل ببيتك) وحدث بينهما الكلام والرد ، فاختصر رجل الأمن الموضوع ، وألقى عصا الترحال ، وصاح بالضابط :- (سيدي !!! هذا المواطن شتمني ، وشتم السيد المالكي ووزير الداخلية ووزير الدفاع ، وما خله واحد ما شتمه ، .....وانوب ما يقبل نفتش سيارته) ......فأجابه الضابط بسرعة (نزلـوه) .



12- خطة أمنيـّة //

(عفية سعودي ليش مسوي ازدحام بالسيطرة ؟ ليش ما تسهل أمور الناس وتمشيهم ؟ ..... مو إنته حتى تفتيش ما جاي تفتش؟) قالها شاب مدني لصديقه العسكري (سعودي) الذي يقف مؤدياً واجبه الأمني في إحدى السيطرات ، فأجابه سعودي قائلاً :- (أخوية أبو الزوز !! هاي فيكة إنته ما تعرفهه .. هذا الإزدحام كله علمود الآمر ، حتى من يجي ويشوف الازدحام يكول ذوله جاي يشتغلون ، وبعدين ، من يجي الآمر ، راح ينحصر بالإزدحام وما يوصلنه بسرعة ، حتى نلحك نلبس الجعب والخوذ) ، أبو الزوز سأله قائلاً :- (سعودي وهاي الناس شنو ذنبهه تنصمط بالحر والشمس؟) فأجابه سعودي بكل عفوية وبديهية :- (يمعود أبو الزوز ...حالهم حالنا ......قابل همه أحسن من عدنه ؟).



13- الدستور فوق الكل //

داهموا بيته ، وقبل أن يطرقوا الباب ، كسروه ، ولم تستطع زوجته أو بناته أن يلبسن حجابهن ، أما هو ، فقد وقف كأي مواطن ، وسأل رجال الأمن قائلاً :- (رجاءً اخوان !! عدكم مذكرة تفتيش ؟؟) وما كاد ينهي كلامه ، حتى رفسه أحد رجال الأمن رفسه ..ألصقته بباب الغرفة ، وجعلته يعرف قيمة الدستور ، فاستدرك قائلاً :- (العفو اخوان !! ....براحتكم ... البيت بيتكم)



14- وثائق مزورة //

في الباص ...في الطريق إلى سوريا ، جلس الشاب بجانب أخته ، وأمهما تجلس ورائهما ، وفي السيطرة ، صعد (أبو هدوم مرقطة) ، وجاء بالمباشر إلى هذا الشاب ، وطلب منه هويته ، فأخرج له الشاب (جواز سفره) باعتباره سلاح المسافر ووثيقته الأوحد في المغادرة ، فرفض رجل الأمن اعتماد الجواز كوثيقة ، وطلب (هوية الأحوال المدنية) ، قائلاً - (شمدريني !! يجوز جوازك مزور ؟) ، وهنا ، تدخل أحد الركاب وهو رجل كبير بالسن ، مخاطباً رجل الأمن :- إبني !! الجنسية تتزور بخمستالاف دينار ، بس الجواز يتزور بألف دولار ، خو الجنسية تزويرها أسهل) ، هنا ، التفت رجل الأمن إلى الرجل المسن قائلاً (احترم شيباتك وما عليك !!! ترة أنزلك هسه وياه ، وأبهذل أحوالك .... لا تعلمنه شغلنه) ، وقام بسحب (حربته) من بسطاله ، وقام بإنزال الشاب (جراً) ، ونزلت (وراه) أخته ، ونزلت (وراه) أمه ، وأنزلوا الحقائب وفتشوها ، وبعثروها ، والشاب (يبجي) ، والأخت (تعيـّط) ، والأم تصيح (وين أهل الرحم؟) ، والركاب يتوسلون ، والسائق ضايج ، والشاب مجرور من (ياخة) قميصه ، ولم تحل المسألة إلا بعد ساعة من المفاوضات وتدخل الركاب ، ولكن ... بعد أن عاد الشاب إلى السيارة ، وتحركت السيارة ، (وصلى الركاب على محمد وآل محمد) وبعد أن قرأوا الفاتحة (لأم البنين) (تسهيل أمر) ، التفت الشاب إلى الوراء ، ومسح دموعه وقال :- (نعلة على والديّ إذا بعد أرجع للعراق) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق