الجمعة، 2 أغسطس 2013

النجدة .. صرصور في البيت


كانت في شارعنا قطعة أرض فارغة ليس لها صاحب كثيرا" ما أزعجنا أمرها
مالكها مسافر أو منشغل بغير أمور وتركها بدون سياج أو تسوير
الجيران أستغلوها لأغراضهم أبشع أستغلال فتحولت العرصة الى أكبر مزبلة في التاريخ
يرمون فيها فضلاتهم و تلتقي بها سواقي المجاري لتشكل هورا" صغير بات المكان مرتعا" للكلاب و (البزازين)
و في الليل يتحول الى ملتقى للشواذ والمنحطين ممنوع مشاهدتهم الا لمن أكمل الحادية و العشرين , فكانت مصدر أزعاج وتأنيب لكل المواطنين
حتى حضر في أحد الأيام شخص فقير أتى به مختار (المحلة) وطرقوا أبواب الجوارين ليخبروهم بأن هنالك خطة للتخلص من بؤرة السوء المتمثلة بالأرض اللامحروسة
, الرجل فقير دون سكن يريد أن يبني له بيتا" صغير في تلك القطعة وتعهد أمام الجميع بأنه سينظفها و يحميها ويجعلها قبلة للناظرين و أذا حضر صاحبها فأنه وبدون سابق أنذار يتركها و (يشيل )
البعض أستبشر خيرا" وشجّعوه و قدموا له المساعدة و البعض الآخر أعترض لأن مصلحتهم ستنضرب فأين يجدوا مكانا" يرمون فيه أوساخهم ومياههم القذرة
وبعد جدل و أخذ ورد ماطل خلاله البعض , رضخ الجميع
وتخلصت كل المنطقه من الروائح والأمراض و المنظر المقزز وأختفى المنحطين ..
الحمد لله تخلصنا من القطعة الأباحية المباحة , حتى بدأ يوم أمس هجوم الصراصير وما أدراكم ما الصراصير مخلوقات قلبت موسم الهجرة للشمال
بانت طلائعها في البصرة قبل أيام فتصورنا الأمر بالون كما يحدث من الأعلام لتصل أفواجها الى وسط العراق حتى تأكدنا أن كلام أهل البصرة صحيح
وبعد التوجه بالسؤال الى المختصين في البيئة أرجعوا السبب الى دول الجوار , فهي تكافح وفق خطط محكمة لتجعل بلدانها في منئى عن كل تهديد
خصوصا" فيما يتعلق بالـ (الحشرات المؤذية ) فهي تطيح بكل الرؤوس والصروح وتخرب حتى النفوس
هوام و طفيليات أنهزمت أفواجا" في أرض الله تبحث عن مكان فلم تجد أفضل من العراق
فأجوائه وأرضه ومياهه مفتوحة دون أي أعتراض و أهله منشغلين و لايملكون خطة تجعل وطنهم أمين
بالأمس هاجمتنا أفعى سيد دخيل وبعدها الجرذان العملاقة و اليوم تداهمنا الصراصير , لتعقبها الكناغر و التماسيح
ونبقى ساحة مباحة لكل هارب من مبيد فالأمر أكبر من واجب يُلقى على عاتق فرد أو مجموع أفراد , هو فرض عين يبدأ في أنتخاء وحراك يقوم به الجميع , أما من مجيب للنداء الأخير ..

الحوار المتمدن و مواضيع الكاتب
      محسن لفته الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق