التواصل الأجتماعي (الفيس وتويتر وغيرها) عالم جديد أطل علينا في غفلة الأنشغال بأحداث جسام جعلنا نستذكر النظرية الموسومة للعرّاب (بوش) عن الصدمة والترويع فقد أربك هذا الأختراع المواطن العربي المسكين , هدية مجانية لاتقدر بثمن أتت قبل حينها لتكون بمتناول الجميع , في وقت لازال الناس غير ناضجين كما اللعبة التي وقعت بأيدي طفل لايعرف أستخدامها فتراه أحياناً يخرخش وأخرى يفرفش وفي الغالب ينوح ليمارس العويل (هنا نقصد الغالبية وليس الجميع بحسب مستوى الثقافة والتعليم) فنحن كمجتمع لم نخرج من مستنقع أزدواجية الطباع , ولانمتلك القوة في مواجهة الأمر الواقع أمام هجمات بمحاور عديدة أربكت الأصالة و أشاعت التقليد , فقد دوهمنا من العولمة و أستباحتنا الثقافات مع أنفتاح غير مسبوق تلاشت معه الحدود فيما نحن مثقلين بالأبتلاء الأزلي بالتقوقع في براثن الأزدواج العقيم , فجلنا أسرى لوجهين , الأول وجه البدوي الجلف القابع بمغارة لايجيد سوى الأغارة والأنتقاص من الغير , والثاني هو وجه الـ (دعي) ذلك المتقمص لما لا يملك من شخصيات معجب بها لا يعرف عنها سوى القشور مع بضع سطور يتمنطق بها ليشبع أمراضه كي يخدع نفسه ويمارس التعالي على مخلوقات الكون ليغرق هو الآخر في التقليد دون أبتكار أو تجديد, والوجه منهما بألوان تجعل المرء ممثل يحمل في جعبته مئات الأقنعة يستعملها كل يوم ليجاري العالم المتنوع الأفكاروالمشارب و التقاليد , ولنصل الى مرحلة الرصانة في مواجهة ذلك المد الجديد نحتاج الى عقود وربما قرون , فأوّل بوادر الأنسانية أن يتحرر المخلوق البشري من القيود , ويشعر بأنسانيته , حينها يرتقي الى مصاف الأنسان الحر , ليقول الصدق و يعبر عن رأيه ويلتزم بمباديء على شكل حزمة من الأخلاق والقوانين , على أساسها يرسم خططه وينطلق لأداء رسالته في الحياة وهكذا يفعل المتحضرون واثقين فرحين , يزدادون زخماً مع الزمن بنقاء التفكير , ولنكون صادقين علينا أن نعترف بأننا خارج تلك المعادلة نحتاج الكثير من الوقت لنصل الى مراتب الأحرار , فالغرب مثلاً نجد عندهم الصدق , من أدنى المجتمع الى أعلى مافيه جميعهم يملكون الشجاعة فيما يتعلق بابداء الآراء وغالبيتهم صادقين , أما عندنا فالصدق بات مثل التنقيب عن ماسون وهمرجون , ومع تلك المتلازمة دخلنا أفواجاً الى الفيس وتويتر , نهرب منها لنعود أليها يجذبنا الشغف كما حب القطة للخنّاق الحيزبون
تواصل أجتماعي يقولون , هو عندنا مسخ عجيب , تتناغى فيه الأرواح كما بنات آوى يتبادلن العواء لتختلط القهقهات مع الشجون
وما المتفسبك (ومعه المغرّد) الا باحثاً أضاع عجل خالته جلبته الضائقة متحججاً بالذائقة يبدي أعجاباً هنا و أهزوجة هناك مكابراً يعاني التوحد الغربوي رغم غرقه في قاع المجتمع المصاب بمتلازمة الضياع مابين الأنذهال و التطبيل مع قليل من التنوير يكابر للحاق بما يرى دون زوادة أو وقود يحرص على أن لايظهر شيئاً من العجب بحضارات بعيدة تمزجها مخيلته مع ذكرياته ليسوقها طقوساً من البكاء و النحيب على زمن يسميه جميل
فالرواد في أغلب الأوقات ينقسمون الى جوقات , نحتاج لنستعرضهم الى تركيب متداخل من التصنيفات , هناك الأسوياء والشاذّون , السوداويون الى جانب المتفائلين , أفكار ظاهرة وأخرى مخفية مثل التابوهات تهوف لها الأرواح , يقترب منها اللاشعور ليردعه الشعور خوفاً من مجتمع لا يعترف بالحرية تحكمه الخطوط الحمراء الحديدية الغير قابلة للتعديل , الرجال يبحثون عن النساء و الأخيرات يبحثن عن حلم , الطائفيون قلقون تراهم يتحشدون من أجل البقاء يحبو بهم هاجس الأنقراض رغم يقينهم أنهم أليه سائرون , فسحة لا تأتي المعاصرين سوى مرة واحدة في العمر يشتتونها كما مكاسب الحياة لأمة لاتبحث عن الأنجاز بقدر أستماتتها في التنقيب عن الفتن و مفرقات الجموع , جعلت الناس فرادى يزدادون كرهاً لبعضهم ليفوح السعار ويطول طريق الوصول الى رأي عام يصنع بصيصاً بأن يشارك الناس في القرار وصنع المصير بدل الأنقياد الأعمى للعابثين , منهم أصحاب الفالات وهم أولئك المتوثبين بالشتائم و بالأسلحة متمنطقين لايعرفون للملل من سبيل يشترون المنغصات بالفلوس يوغفون على القلب مثل الجيثوم فحق عليهم القول (عظم بنادم هالگد ثگيل ياجماعة الخير) بعضهم يمارس التعبّد و يتظاهر التقوى والزهد فيما يمنع الماء والماعون ولايتورع عن التحريض على قتل الملايين , خطابهم أبشع من قنبلة الطفل الصغير التي ألقيت في الحرب العالمية الثانية على اليابانيين , كذلك الحال مع الباشوات وهم النائمين في النهار و المستقيظين في الليل كما الخفافيش
جوقة غريبة الأطوار تعيش في عالم آخر شيمتها التكبر أفرادها يستحقون الشفقة يرون الحياة أسوأ ما حصل لهم فهم بنظر أنفسهم أكبر من كوكب الأرض وإن تضربهم بشاجور تحت عرق الإذن أهون عليهم من أن يبدوا رأياً واضحاً أو مفهوم فهم أثقل على صدور العامة من صخرة أبي جهل على صدر بلال المظلوم يحسبون انفسهم منجزين لفضل على رب العالمين .
ويبقى الأمل في القلة القليلة ممن نسميهم شمعات التواصل الأجتماعي
فمن لطف المصائب أن يكون أمام تلك الجوقات أعلاه بويقات تناطحهم بهدوء أفكارهم صنعت من نور رغم ندرتها نجدها لنتجمع حولها , تزيدنا أدراكاً بما ننهل ولانشبع مما يمتلكون من عطاء بديناميكية تجعلهم فاعلين نافعين مصنوعين من أجنحه الفراشات من طراوتهم يصلحون أن يكونوا قطرات للعيون , لكنهم يعانون أشد المعاناة فللنور ضريبة تحرق الأيدي والقلوب
نقبل للفيس مسرعين لنعود مذعورين موّلين الأدبار بسبب عصر التمترس العفن المأبون ولا نطيل كي لا نتزحلق ببراثن الجهال فأغلب تواصلهم ماكنات تفريخ تفضي للمزيد من الخزابل والكره مع الضحك على الذقون يحرقون أنفسهم قبل الآخرين ممن يأتيهم الدور مابين حطب ومحراث تنوّر
ولولا تلك النماذج الدبقة ما كنّا لنعرف الديّة الفلكية للقلة الأنسانيين ونبقى نردد من وسط تلك المحنة متشبثين بتلك الأختراعات لنقول :
هاي ألك ست عانات يالواشي بس گوم
ما أريد أنا العـانات جيـت ألگـط أعلوم
تواصل أجتماعي يقولون , هو عندنا مسخ عجيب , تتناغى فيه الأرواح كما بنات آوى يتبادلن العواء لتختلط القهقهات مع الشجون
وما المتفسبك (ومعه المغرّد) الا باحثاً أضاع عجل خالته جلبته الضائقة متحججاً بالذائقة يبدي أعجاباً هنا و أهزوجة هناك مكابراً يعاني التوحد الغربوي رغم غرقه في قاع المجتمع المصاب بمتلازمة الضياع مابين الأنذهال و التطبيل مع قليل من التنوير يكابر للحاق بما يرى دون زوادة أو وقود يحرص على أن لايظهر شيئاً من العجب بحضارات بعيدة تمزجها مخيلته مع ذكرياته ليسوقها طقوساً من البكاء و النحيب على زمن يسميه جميل
فالرواد في أغلب الأوقات ينقسمون الى جوقات , نحتاج لنستعرضهم الى تركيب متداخل من التصنيفات , هناك الأسوياء والشاذّون , السوداويون الى جانب المتفائلين , أفكار ظاهرة وأخرى مخفية مثل التابوهات تهوف لها الأرواح , يقترب منها اللاشعور ليردعه الشعور خوفاً من مجتمع لا يعترف بالحرية تحكمه الخطوط الحمراء الحديدية الغير قابلة للتعديل , الرجال يبحثون عن النساء و الأخيرات يبحثن عن حلم , الطائفيون قلقون تراهم يتحشدون من أجل البقاء يحبو بهم هاجس الأنقراض رغم يقينهم أنهم أليه سائرون , فسحة لا تأتي المعاصرين سوى مرة واحدة في العمر يشتتونها كما مكاسب الحياة لأمة لاتبحث عن الأنجاز بقدر أستماتتها في التنقيب عن الفتن و مفرقات الجموع , جعلت الناس فرادى يزدادون كرهاً لبعضهم ليفوح السعار ويطول طريق الوصول الى رأي عام يصنع بصيصاً بأن يشارك الناس في القرار وصنع المصير بدل الأنقياد الأعمى للعابثين , منهم أصحاب الفالات وهم أولئك المتوثبين بالشتائم و بالأسلحة متمنطقين لايعرفون للملل من سبيل يشترون المنغصات بالفلوس يوغفون على القلب مثل الجيثوم فحق عليهم القول (عظم بنادم هالگد ثگيل ياجماعة الخير) بعضهم يمارس التعبّد و يتظاهر التقوى والزهد فيما يمنع الماء والماعون ولايتورع عن التحريض على قتل الملايين , خطابهم أبشع من قنبلة الطفل الصغير التي ألقيت في الحرب العالمية الثانية على اليابانيين , كذلك الحال مع الباشوات وهم النائمين في النهار و المستقيظين في الليل كما الخفافيش
جوقة غريبة الأطوار تعيش في عالم آخر شيمتها التكبر أفرادها يستحقون الشفقة يرون الحياة أسوأ ما حصل لهم فهم بنظر أنفسهم أكبر من كوكب الأرض وإن تضربهم بشاجور تحت عرق الإذن أهون عليهم من أن يبدوا رأياً واضحاً أو مفهوم فهم أثقل على صدور العامة من صخرة أبي جهل على صدر بلال المظلوم يحسبون انفسهم منجزين لفضل على رب العالمين .
ويبقى الأمل في القلة القليلة ممن نسميهم شمعات التواصل الأجتماعي
فمن لطف المصائب أن يكون أمام تلك الجوقات أعلاه بويقات تناطحهم بهدوء أفكارهم صنعت من نور رغم ندرتها نجدها لنتجمع حولها , تزيدنا أدراكاً بما ننهل ولانشبع مما يمتلكون من عطاء بديناميكية تجعلهم فاعلين نافعين مصنوعين من أجنحه الفراشات من طراوتهم يصلحون أن يكونوا قطرات للعيون , لكنهم يعانون أشد المعاناة فللنور ضريبة تحرق الأيدي والقلوب
نقبل للفيس مسرعين لنعود مذعورين موّلين الأدبار بسبب عصر التمترس العفن المأبون ولا نطيل كي لا نتزحلق ببراثن الجهال فأغلب تواصلهم ماكنات تفريخ تفضي للمزيد من الخزابل والكره مع الضحك على الذقون يحرقون أنفسهم قبل الآخرين ممن يأتيهم الدور مابين حطب ومحراث تنوّر
ولولا تلك النماذج الدبقة ما كنّا لنعرف الديّة الفلكية للقلة الأنسانيين ونبقى نردد من وسط تلك المحنة متشبثين بتلك الأختراعات لنقول :
هاي ألك ست عانات يالواشي بس گوم
ما أريد أنا العـانات جيـت ألگـط أعلوم
منتخب الدربونه العراقية في الثمانينات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق