الأربعاء، 10 أبريل 2013

الحلقة الأولى - في ذكرى آخر حرب :

ياصهيوني وينك وينك .. بالحربة أقلع عينك , كانت أمرأة أربعينية تهتف على شاشة تلفزيون العراق , في مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات , قبيل الهجوم بأسبوع , ضحكت حينها حتى رمقني كل الحضور بنظرة تصل الى الأتهام بالجنون ,فأنا أعرف , كما عرف رفاقنا الخبراء الروس حين غادروا على وجه السرعة وبصمت , فلا قذائف الـ 155 و لا حتى الـ 210 تجدي مع أشباح العم سام , والمكتوب على الجبين لابد تشوفه العين , لا أعرف مصدر الرعب الذي أعتراني وأنا أتصفح المواقع العالمية في مركز علوم الحاسوب أجالس مديرته الصارمة الجميلة (آمال )ربما لكوني من القلائل ممن يسمح لهم بالولوج الى النت فالبلاد منطوية أبعد ما تكون عن العالم رغم التواصل الشحيح , أخبار عن وصول آخر حاملة للطائرات الى الخليج مع الجاهزيّة التي تشبه الأنتحار أو أقتراب موعد الشنق , الحرب وطبولها تقرع و الأمر ليس تدريبا" لايشبه سياستنا المعهودة برقص الهجع والجوبي والمربع , و(الشغلة جبيرة على كولة فاضل رشيد) , وكما عوّدنا القدر فهو يلطف دائما" بمن يملكون حسن النيّة فهي الشفيعة للأنسان مهما تدهورت الأمور , فقد صدر أمرا" بألتحاقي الفوري بدورة تطوير في شارع فلسطين , أربعة أيام أو خمسة و بدأ الهجوم , و كما هو ميثاقنا نحن الذين شهدنا قطار الحروب , عاد كل منّا الى موقعه , كانت طائرات أي عشرة (تخبز الخبز) فوق رؤوسنا من أول يوم , و قفت عند قوس بغداد الجنوبي في الساعة الخامسة عصرا تزامنت معها عاصفة صفراء وتطلعت الى دبابة محترقة لم أكترث لها بقدر صدمتي لرؤية جثامين شباب في مقتبل العمر , كانوا غافين مثل الطيور على الشارع العام قبالة أسكندرية العراق , صرخت بمرارة كبتها الحزن لتكون أقرب للهمس : أيعقل أن يغزوا الكفّار المستهترين بلادا" تبعد عنهم عشرات الآلاف من الأميال وهل يعقل أنهم يهزمون تلك البلاد العتيقة وهل في النهاية سينتصرون ؟ , كان عتاب و أحتجاج و سؤال ... وللحديث بقية سأورده على حلقات لحين ساعة حرب
وهنا تحضرني ومضة صدق :
سأل د.فيصل القاسم الوزير العراقي السابق طارق عزيز بطريقته المعروفة : لماااااذااااا تحصل حروب كثيرة في العراق , يا أخي أنتم تدخلون بحرب لتتورطوا بالأخرى , حياتكم كلها حروب ؟
أجاب الله يذكره بالخير : السبب جدا" بسيط .. لأننا محاربين
وأقول معه : بكسر الراء أو فتحها الأمر سيان فلافرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق