الخميس، 11 أبريل 2013

كانوا منحرفين بغاية الأدب :



سنة من السنين أجت مودة جديدة أسمها الخنافس والجارلس
وتعرفون شباب بغداد بالسبعينات مثل المهروش وطاح بكروش
شفت بعيني سيطرة بيها أنضباطيّة يم جامع أم الطبول واحد منهم شايل مكَص مزنجر و ينزل كل واحد شعره طويل ويسويله براسه شارع و فلكه .. والشهادة لله همه صحيح خنافس بس عدهم أخلاق ويستحون .. صحيح كنت زغيروني بس ضوجوني الأنضباطيه و أنقهرت
وراها بكم سنة طلعت مودة البجايم , أكو ناس تطلع تجيب صمون بالبجامه البازه المقلمة , قسم منهم زودوها وكَاموا يطلعون يوكفون براس الشارع بالمنطقه وأستلموهم جماعة الكاركاتير وسووهم مزق , كل أسبوع فاضحيهم بمجلة ألف باء راسمين واحد وكاتبين عليه (ممنوع البصاق ) والناس تضحك الى أن بطلوا وبعد ماشفنا واحد لابس بجامه , الا بالبيت وره الساعه تسعة , وراها أجت أشكال وأرناكَ من المودات والصرعات , قسم منها ممكن ينقبل و قسم ما ينهضم ولاينجرع .. وللأنصاف كانوا مؤدبين وحبّابين و ما عدهم أذى لأي بشر

طبيعة الأنسان أن ينتهج التقليد و هو مركب نابع من حب الأستطلاع المتوطن في عمق كل مخلوق بشري , و التقليد أنعكاسا" للذوق , والذوق هو حدود الميول و الأتجاهات التي تعطي للأخرين صورة واضحة عن باطن كل أنسان , من خلال ذوقه نستطيع أن نعرفه , مرّت السنين و جائت الأيام التي شهدنا بها عجائب الدهر .. فهناك من يقلّد الجهلاء في أفغانستان (مع أحترامنا للمتحضرين من شعبها) , تراهم ببغاوات يفعلون ماتفعل , رايات سود وأنتهاك للأنسانية ورؤوس تقطع ... وهناك من يقلد المتشددين في أيران (رغم أحترامنا لشعبها أيضا" ) يستعرضون ويهددون ويرعدون و كأنهم وحوش منزّلة محجّلة , كلا المقلدين الآن ينتهكون حياة الناس و يتمادون الى خصوصياتهم و أمتهان أرادتهم .. عذرا" للخنافس والجارلس و أهل البجايم المقلّمة , فقد كان تقليدهم على أنفسهم وحسبناه مسيئا" للذوق العام فمابالنا بمن يسيء الى الفرد والمجتمع والوطن بالصرعات الجديدة المبتذلة

الصورة في العام 1973في مركز شباب الفارس العربي - راس التبليط مدينة الثورة داخل كان عرضا" أول لفيلم هندي مع أفتتاح للسينما في المركز كانت زيارة ورفقة مع الأصدقاء في عيد الأضحى فيها أحياء و البعض شهداء في البسيتين و الخفاجية والفاو و نهر جاسم والحواسم الكبرى ..

محسن الجنابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق