الجمعة، 26 أكتوبر 2012

مشروع تحويل العمال الى معممين



كنت عائدا" قبل قليل بطريقي للبيت
واذا بمجموعه من العمال  يلوحون بچراوياتهم  ليستوقفوني كي أقلّهم معي
كانوا أعجاز نخل منخورة خاوية متآكله من الحر والتعب و آثار السنين  
طلبوا مني أن أوصلهم بنبرة توسل كمن أنقطعت به السبل
ركب (الخلفه ) الى جانبي و البقية الى الخلف
ودار حديث كعادة العراقيين
الخلفه : والله مليّنا وطلعت رواحنا , تصور عفنا الشغل و زعل منّا أبو البيت , و أستقطع من أجورنا وأنطانا نص يوميّة , مانكَدر نشتغل بعد , الحر غضب تكَول جهنم  , أثنين من العمال ماعت أرواحهم و العركَ ينزل على عيوننا بعد مانكَدر نشوف
داعيكم : الله يكون بعونكم , وهذا شغلكم مثل الجهاد , يسمونه الجهاد الأكبر من أجل لقمة العيش .. زين شراح تسوون برمضان ؟ ماباقي منّه كم يوم ؟
احد العمال : والله بصراحه مراح نكَدر نصوم  , لأن أذا كَعدنا يوم واحد أطفالنا يموتون من الجوع , منو ينطينا  أشو مايفكرون بس بأرواحهم وعايفين المساكين دايخين و أتحدى أي واحد من عدنا يكَدر يضم كم فلس لرمضان وياخذله أستراحه من العمّاله  خاطر يصوم .
الخلفه : بصراحه أحنا نعتب على أهل العمايم  , لازميها كَباله بس يحچون بالدين و السياسه و ماعدهم أي رحمة , لأن لو عدهم دين من صدكّ چان ساعدوا خلكَ الله على الصيام . موبس يصفطون سوالف ماتوكّل خبز , يتصورن سوالفهم تفيدنا ونصرّفها أببنكَ المعزل !
واحد من العمال بعده شاب زغير  : أحسن شي الواحد يصير من عدهم ويلبس عمامه , أقل شي يوميّه يحصل فد ميّة  ميتين ألف و ما تكلفه بس يحفظلة قوانه ويظل يعيد بيها و يكون مدلل ربعه و التبريد على راسه و بخدمته كل أنواع الثريد
البقية وآني وياهم : ساكتين
داعيكم في محاولة لكسر الصمت : زين أنتم الآن كم واحد ؟
الخلفه : أحنا خمسطعش 
داعيكم : مافكرّتوا فد يوم تغيرون حياتكم , ولشوكت تبقون  تتلاطمون ؟
الخلفه : راح نبقى ننتظر حظنا بلكي يكَعد و تتغير الأمور
سكتوا الجميع و أوصلتهم الى أماكن قريبه لبيوتهم ..
كان مشهد حقيقي ذكرته كما جرى قبل قليل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق