الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

اليوم جمعة على الخميس والسبت هو الأنيس



 مرّ رجل أحدب يدعى (حمدان ) قرب تلة (نسميها أيشان ) في ليلة مظلمة مخيفة
سمع هرج ومرج وغناء فألتفت صوبها وأرتعش كما الأغصان
كانوا معشرا" من الجن فوق التلّة مندمجين مع طقس يردحون و يرددون :
اليوم جمعة على الخميس ... اليوم جمعه على الخميس .....
تجمد صاحبنا و هو يتحسس حدبته فجلب أنتباههم , تركوا العزف والغناء وأحاطوه
سألوه عن أسمه ,أجابهم وأطمئن ليخبرهم بهمّه الكبير , حدبته
عرضوا عليه صفقة , أن يكمل لهم أغنيتهم اليتيمة ليزيلوا عنه ما ينغّص عليه عيشته السقيمة
فكّر و فكّر ليستعيد موجز تاريخ الردح والقدح وفنون (البزخ ) و أنفرجت شدقاته بعد فترة ليست طويلة ليهتف بكل أساريره :

اليوم جمعة على الخميس ...
والسبت هو الأنيس .. والسبت هو الانيس .....
فلاقت أستحسانا" غير مسبوق وأصبحت أغنيتهم أكثر وقعا" و جمالا" ورجزا" , ظلوا يهتفون بها طويلا"
فساد الجمع جوا" من الطرب المشوب بهالة فوز كبيرة مفرحة عظيمة

تجمعوا حول المبدع (حمدان) ليمسدوا على ظهره فأزيلت الحدبة لينتصب مشرأبا" مستقيما"  كأنه يعانق الزهرة من شدة فرحته و زهوّه

عاد أبو الحدبة سابقا" (حمدان) الى بيته وسمع الناس بما حصل عنده , ومنهم صاحبه وأقرب الناس الى نفسه , صديقه (عيدان ) الذي يمتلك حدبة مثله , حكى له ماجرى و كيف حصلت المعجزة لتكون عجبة , أصر (عيدان أبو حدبة) أن يفعل مثله , و أنتظر على مضض أن تأتي ليلة الجمعة ليمّر من قرب التلّة (المسكونة) ليحصل على الأمنية التي طالت صاحبه قبله , وحدث ما كان يتوقع , كانوا يردحون بما أخبره صاحبه , تحسس حدبته فأنتبهوا وتجمعوا حوله , و طلبوا نفس ماطلبوا , فلم يطق صبرا" و أطلق عنانه واثقا" ليكمل معلقتهم المتواضعة, فصرخ يرددها :

اليوم جمعة على الخميس والسبت هو الأنيس  ... 
.... چا و الأحد ......  چا و الأحد !!
ساد جو من الصمت الرهيب أجواء الحفلة , ونظر معشر الجن كل واحد في وجه صاحبه , فالمقطع لم يعجب أحدهم ولم يتآلف مع ما قبله , و أستمر صمت الغضب لم  يبدده سوى صوت هاديء لأحدهم يبدو أنه كبيرهم  فأمر أن يحضروا حدبة (حمدان ) ليضيفوها الى  حدبة (عيدان) و أصبحت عنده بدل الحدبة الواحدة أثنتين .
.
و عفتهم وجيت  وأنا في الطريق وجدت صديقي العزيز و الزميل حسين قرب ساحة الطيران  أبلغته قبل أن أسلّم خوفا" عليه:
 عيني حسين أريدك تعيد النظر بمقولتك الشهيرة :
المايكَول  ( چا )  مو عراقي و موش من ملّة علي !!
 الأمام علي عليه السلام كان من أهم الركائز في نشر الأسلام وصاحب أكبر مشروع للعدل والمساوة وأحقاق الحق , كل المسلمين , في أندنوسيا والصين  و حصيبه والزبير  لهم حصّة فيه , وحتى نظرائنا في الخلق في شتى البلدان لهم مالنا بالضبط
 والعراق أيضا" لنا جميعا" حصّة فيه  فهو بيتنا الكبير و وطننا الذي جمعنا منذ آلاف السنين 
جوز من سوالفك تره تصير عندك بدل الحدبة  حدبتين فالدهر عندنا يومان , يوم لك و خمسطعش عليك أريد الله يحفظك ويستر عليك
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق